مدينة الرَّدْم في التاريخ
هذا بحثٌ في تحديد موضع مدينة تاريخية قديمة لقبيلة عبد القيس، ثم لبني عامر بن الحارث منهم، والذين كانت أشهر قُراهم في جهة الشمال من واحة الأحساء، وبعض القرى الساحلية، وقد تحدثت عن 22 قرية من قراهم التي ذكرها المؤرخون منسوبة إليهم في الطبعة الثانية من كتابي (هجر وقصباتها الثلاث)، وأكثر هذه القرى شهرة هي (جواثى - جبلة - جبيلة - الظهران - العُيون - الرَّدْم) :
والأخيرة هي ما سأحاول في هذا البحث تحديد موضعها بدلالة بضع روايات وبالاستعانة ببعض البحوث الآثارية الحديثة.
وبداية؛ قال ياقوت الحموي عن هذه المدينة في (المشترك لفظاً والمختلف
صقعا):
"قرية كبيرة بالبحرين لبني عامر بن
الحارث من عبد القيس".[1]
وكان قد قال عنها في رسمها من معجم البلدان
إنها:
"قرية لبني عامر بن الحارث العبقسيين
بالبحرين، وهي كبيرة".
ثم ذكر بيتاً من الشعر فيها، ولم يسمِّ قائله،
وهو:
"كمْ غَادَرَتْ بالرَّدمِ يَوْمَ
الرَّدْمِ مِنْ مَاْلِكٍ أوْ سُوْقَةٍ سَيُدْمِيْ"
ولم أهتدِ إلى قائله؛ بل لم يذكر هذا البيت
أيُّ مصدرٍ اطلعتُ عليه غير ياقوت.
وقبل ياقوت كان أقدم من ذكر الرَّدْمَ هو
الواقدي في كتاب (الرّدّة)، فقد ذكر أخبار المرتَدِّين الذين حاصروا عبد القيس
والعلاء بن الحضرمي ومن جاء معه من المدينة ونجد في حصن جواثى بهجر، ثم ذكر قيامهم
بمباغتة المرْتَدِّيْن في ليلة من الليالي، فقتلوهم كلَّ مقتل، وفرَّ من فرَّ منهم
هاربين من هجر، وهنا يقول نصُّ الواقدي:
"وأضاء الصبح وانهزم الكفار إلى موضع
يقال له الرّدم".[2]
ونقل ابن أعثم في كتابه الفتوح هذا الكلام
بنصّه عن الواقديّ.[3]
وكما فرَّ المرتدون إلى الرَّدْم هرباً من
سيوف بني عامر بن الحارث، وبني محارب بن عمرو، وبني جذيمة بن عوف من قبائل عبد
القيس، ومن معهم من المسلمين في السنة الثانية عشرة من الهجرة، فقد فرَّ إليها
أيضاً صاحبُ الزنج ومن بقي من جنده عند انهزامهم أيضاً من أحفاد هذه القبائل
العبدية، وقد دوَّنَ صاحب الزنج نفسه خبر هزيمته هذه في شعرٍ له فيها، ورواه
لنا المسعودي في كتابه (التنبيه والإشراف)، وهو قوله:[4]
عدمت عتاق الخيل إن لم أزر بهـا
عليها الكماة الدارعون البـطارق
عليها رجال من تميم وقصرهــا
كليب بن يربوع الكرام المصادق
وجثوتها سعد وفى جــــــنباتها
نمير وبيض من كلاب عــواتق
وإنْ لم أصبح عـامـراً ومحــارباً[5]
بخطة خسف أو تعقني العوائق
أيحسبني العريان أنسى فوارسي
غداة نزال الرَّدْمِ والموت عالق؟
ويتضح لنا من كل ما ذُكر أنّ الرّدْمَ هذه كانت مدينة كبيرة ذات شأن، وأنها كانت الملجأ الأول للفارّين من هجر، وهذا يعني أنها كانت مدينة محصَّنة بها قلاع وحصون.
ولحسن الحظ، فقد حفظ لنا ابنُ حُبَيْش في كتابه (الغزوات) نصاً نادراً ومفيداً جداً عن الرَّدْم هذه؛ نقله من كتاب مفقود لإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي عن حروب (الردّة)، ويتضح لنا منه أنّ الرّدْمَ كانت تقوم في المنطقة الواقعة الآن بين واحتي القطيف والأحساء، وهذا هو النَّصُّ أنقله عن مخطوط الغزوات لابن حبيش للفائدة، وهو كالتالي بعد أن ذكر قيام الجارود في قومه عبد القيس خطيباً، وثنيه لهم عن الردّة، وتثبيته لهم على الإسلام، ثم ذكر طَلَبَ واليهم الذي ولاه عليهم الرسول محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من عبد القيس أنْ يبلغوه إلى المدينة عندما علم بتوجه مخارق بن النعمان بن المنذر، وبكر بن وائل إلى هجر ليحتلوها، فأوصلوه إلى المدينة، وهنا يقول النصُّ:
"فدعا أبو بكر العلاءَ بنَ الحَضْرَمِيّ، فبعثه إلى البحرين في ستة عشر راكباً، وقال: امضِ فإنَّ أمَامَكَ عبد القيس، فسارَ بهم حتى بلغَ عبدَ القيس، ومرَّ بثُمَاْمَة بنِ إثال الحَنَفِيّ، فأمدَّهُ برجالٍ من قومه؛ من بني سُحَيْم، ولحق به ثمامة، فخرجَ العلاءُ بمنْ معه حتىْ نزلَ بحصْنٍ يُقال له: جوَاثىْ، وكانَ مخارقُ قدْ نزلَ بمن معه من بكر بن وائل المُشَقَّرَ، فسارَ إليهمُ العلاءُ بنُ الحَضْرَميّ فيمن اجتمع إليه من المسلمين، فقاتلوهم قتالاً شديداً حتى كثرتْ القتلى - وأكثرها في أهل الردة - والجارودُ بالخَطِّ يبعثُ البُعُوْثَ إلى العَلاءِ بنِ الحَضْرَميّ، فبعثَ مخارقُ الحُطَمَ بنَ شُريح بنَ شُرَحْبيْلِ منْ ضُبَيْعَة بنِ عمرو بن مِرْثَد - أحدُ بني قيس بن ثعلبة - إلى مرزبانِ الخَطِّ؛ يَسْتَمِدُّهُ، فأمدَّهُ بالأسَاْوِرَة، فنزلَ الحُطَمُ (رَدْمَ القَرَاْحِ)، وقدْ كانَ الحُطَمُ قد حَلَفَ أنْ لاْ يَشْرَبَ الخمرَ حَتّى يَرَىْ هَجَرَ، فقالوا له هذهِ هَجَرْ، وأخذ المرزبانُ الجارودَ رَهِيْنَةً عِنْدَه - وقالَ يعقوبُ بسنده عن عبدِ الرَّحمن بنِ أبيْ بَكْرَة؛ قال: أخذ الحُطَمُ الجارودَ، فشدَّهُ فيْ الحديدِ، وجَعَلَهُ فيْ الزَّاْرَة - فسارَ الحُطَمُ، وأبجرُ بنُ جابرٍ العِجْلِيّ فيْ مَنْ معَهُمَا حَتَّى حَصَرُوْا العَلاءَ بنَ الحَضْرَمِيَّ بجوَاثىْ".[6]
وما جعلني أنقل هذا الخبر عن مخطوط كتاب الغزوات لابن حُبيش مع أنّه طُبعَ محققاً على يد الدكتور أحمد غنيم عام 1983م هو أنّ الدكتور أخطأ في قراءة "رَدْم القَرَاْحْ" الواردة بوضوح في النسخ المخطوطة لهذا الكتاب، وقرأها "رَدْم القِداح؟!"؛[7] في تحقيقه، وكان قد فعل الأمر ذاته في تحقيقه لكتاب (الاكتفا) للكلاعي؛ الذي نقل هذا الخبر عن أستاذه ابن حبيش، وكنتُ قد نقلت في كتابي (جواثى تاريخ الصّمود) هذا الخبر عن كتاب (الاكتفا) للكلاعي بتحقيق الدكتور غنيم، ولم أرتضِ كتابته لها (ردم القداح)، وقُلتُ هناك إنّ الصحيح في اسمها هو (ردم القراح)، وأن الدكتور أخطأ في قراءته، وكان ذلك قبل أن يمنُّ الله علينا بهذه الشبكة العالمية (الإنترنت) وما يتبعها من مفعلات بحث، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي أصبح الباحثون بسببها في نعمة لا تقدر بثمن من حيث إمكانية الوصول إلى المصادر الأصلية المخطوطة، وكان أن استطعت بواسطة ما ذكرت الحصول على النسخ المخطوطة لكتابي (الغزوات) لابن حبيش، و(الاكتفا) للكلاعي، وعندما اطلعت على موضعي ورود اسم هذه المدينة منها كان واضحاً أنها (رَدْم القَرَاح)، وليس (ردم القداح) كما كتبها الدكور الغنيم، وهما واضحتان جداً كما يرى القارئ في القصاصتين التاليتين عن الكتابين المذكورين بذات الترتيب:
والقراح هذا كان ساحل هجر، وفيه كان ميناؤها قبل أن يتحوّل إلى العُقير مع قرب المبعث النبوي، وقد حددته في كتابي (جِرَه؛ مدينة التجارة العالمية القديمة)، وأعيده هنا ملخصاً مع إعادة صياغة بعض أجزائه:
لقد ذكر المؤرخون
والجغرافيون العرب مدينة هجر التي كانت تقع في ما يُعرف بواحة الأحساء الآن؛ عند الجبل المعروف الآن بـ(جبل القارة)، وقديماً باسم (جبل الشبعان)،
وبالتالي فهي مدينة داخلية بعيدة بعض الشيء عن البحر، وذكروا لها ساحلاً سَمَّوه
باسمها أي سِيف هجر وساحل هجر، وكلاهما وارد، فقد روي عن أبي عبيدة قوله:
"قَراح سِيْفُ
هَجَر، والزَّارَةُ: سِيْفُ القَطيْف"[8].
ولابن الأعرابي القول
نفسه عندما شرح قول الشاعر النابغة في ناقة وصفها بالقراحية، فقال:
"نَسَبها إلى
قَراح، وهو سِيْفُ هَجَر، وأصْلُ الفَسِيْل مِنْه"[9].
أما الهمدانيَّ فقد
أورد نصّاً هامّاً جداً في التعريف بأهم الأماكن في إقليم البحرين القديم جاء فيه:
"مدنية البحرين
العظمى هجر وهي سوق بني محارب من عبد القيس ومنازلها ما دار بها من قرى البحرين،
فالقطيف موضع نخل وقرية عظيمة الشأن وهي ساحل وساكنها جذيمة من عبد القيس سيدهم
ابن مسمار ورهطة، ثم العقير من دونه وهو ساحل وقرية دون القطيف من العطف وبه نخل
ويسكنه العرب من بني محارب، ثم السِّيْفُ سِيْفُ البَحْر وهو من أَوَال على يوم وَأوَال
جزيرة في وسط البحر مسيرة يوم"[10].
والفقرة الأخيرة من
كلام الهمداني التي تتحدث عن السِّيف الذي سماه بسِيْف البحر المواجه لجزيرة أوال
تعني بالتأكيد سِيف هجر الذي سمّاه أبو عبيدة وابن الأعرابي باسم القَرَاح، وهو ما
يؤكده ابن خرداذبة وقدامة بن جعفر والإدريسي الذين ذكروه باسم ساحل هجر، ولا فرق
بين السِّيْف والسّاحل.
فقد ورد لدى ابن
خرداذبة ذكرٌ لمحطات الطريق الساحلي المتجه من البصرة إلى عُمان، وقد جاء فيه ما
يلي:[11]
"من البَصْرَة
إلى عَبَّادَان، ثم إلى الحَدوثة، ثم إلى عَرْفَجا[12]،
ثم إلى الزَّابُوْقة[13]،
ثم إلى المِقَرّ، ثم إلى عَصَى[14]،
ثم إلى المعرّس، ثم إلى خُلَيجة[15]،
ثم إلى حسان، ثم إلى القرى، ثم إلى مُسَيْلحَة، ثم إلى حمض[16]،
ثم إلى سَاحِل هَجَر، ثم إلى العُقَير، ثم إلى قَطَر، ثم إلى السبخة، ثم إلى عُمان
وهي صُحار ودَبا".
وفي كتاب الخراج وصنعة
الكتابة لأبي الفرج قدامة بن جعفر ذكر هذه الطريق الساحلية، ولكنه أتى بها بالعكس
أي من عُمان إلى البصرة، وذلك بقوله:[17]
"والمنازل من عُمان
إلى البصرة: السبخة، وهي بين عمان والبحرين – قطر – العقير - ساحل هجر – حمض – مسلحة – القرنتين – حسان – خليجة – المعرس – عصى – المقرّ – الزابوقة – عرفجا – الحدوثة - عبادان".
وقال الإدريسي:[18]
"ومن جلفار
وأنت نازل إلى البحرين تصير إلى مرسى السبخة وهو مرسى فيه عين نابعة عذبة ومنه إلى
شقاب وبوار[19]
.. ومنه يسار إلى مرسى المفقود! وهو مرسى جليل (مكن من رياح شتى)[20]،
وبه عين ماء غزير عذب ومنه إلى ساحل هجر وهو أول بلاد البحرين؟![21]
ومن ساحل هجر إلى البصرة طريق على الساحل غير معمورة وسنذكره إذا جاء موضع ذكره في
الإقليم الثالث بعون الله تعالى".
ووفى بوعده، فقال في
موضع آخر:[22]
"والطريق من
البصرة إلى البحرين من عبادان إلى مرحلة لا ماء فيها ولا عامر بها ثم إلى الحدوثة
مرحلة ثم إلى عرفجا مرحلة ثم إلى حنيان مرحلة ثم إلى القرى مرحلة ثم إلى مسلحة
مرحلة ثم إلى الأحساء[23]
مرحلة ثم إلى حمص مرحلة ثم إلى ساحل هجر مرحلة".
والثابت من كلِّ هذه
النصوص أنّ ساحل هجر كما رأينا فيها يقع شمال العقير بمرحلة واحدة، وجنوب حمض أو
حمص بمرحلة؛ كما عرفنا من نصّ الهمداني المتقدم في كتابه صفة جزيرة العرب أنّ هذا
السِّيف مواجه لجزيرة أوال، ونحن نعرف الآن موضع العُقير، وأما حمض أو حمص فقد سبق
وذكرت في إحدى الحواشي قبل قليل أنّ بعض صانعي الخرائط الأوربيين في القرن الثامن
عشر الهجري قد وضعوها جنوب القطيف على ساحل دوحة ظلوم المعروفة الآن بـ(شاطي نصف
القمر، وقديماً باسم: ظلامة)، وإزاء كل هذه المعطيات فإنّ موضعاً واحداً فقط ينبغي
أن يكون هو ساحل هجر، وهو الساحل المُسمّى الآن بـ(راس القُرَيّه)، فهو يقع شمالي العُقير، وبذلك فهو
يتطابق مع قول ابن خرداذبة وقدامة والإدريسي؛ كما إنه مواجه لجزيرة أوال، وهو يتوافق هنا مع قول
الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب)، وبالتالي فإنّ جميع الساحل الممتد من العقير جنوباً إلى دوحة ظلوم
شمالاً هو بكل تأكيد الساحل الذي كان يُعرف بساحل هجر في الزمن القديم.
وعليه فإنني أستطيع أن
أقرر الآن بأنّ هذا الساحل هو ساحل هجر المعروف بـ(القَرَاح) الميناء الهجري في
العصور القديمة، وأنه بمرور الزمن واندثاره، وتحوّل الناس عنه إلى العُقير تم
تصغير اسمه إلى القُرَيّح كما هي عادتهم
في تصغير أسماء تاريخية أخرى؛ مثل: (حُلْوان) الموضع الذي ذكر شارح الديوان
المقرَّبي أنه كان يقع في مكان وسط بين واحتي الأحساء والقطيف، فهو الآن يُسمّى
(حُلَيْوِيْن) بالتّصغير، وكذلك الجبل المعروف باسم (الثُّلَيْمْ) الواقع غربي
واحة العُيون شمالي الأحساء والذي ذكره ابن المقرَّب في شعره أيضاً، فهو الآن
يُعرف بـ(الثُّلَيِّم) تصغيراً، و(الغَاْبَة) المذكورة في أخبار الردّة في القطيف؛
تُسمّى الآن: (الغُبَيْبَة)، و(الكَتِيْب) القرية التي تقع جنوبي واحة الأحساء،
وذكرها ابن المقرَّب وشارح شعره؛ تُسمّى الآن: (الكُتَيِّب)، وغيرها كثير مما ناله
التصغير، وأرى أنّ الأمر ذاته حصل لساحل هجر وسِيْفها: (القَرَاح)، فأنا أرى أنّ
الناس صَغُّروه إلى (القُرَيِّح)، ثمّ عندما جاء الرحالة والكتاب الغربيون القدماء
إلى المنطقة، وقاموا بتدوين أسماء المواضع فيها في كتبهم وخرائطهم نقلاً لها عن
ألسِنَة سُكان المنطقة، ومنها (القُرَيِّح) هذا، فالأقرب أنهم عندما سألوا السكان المحليين عن اسمه نطقوه لهم باسمه:
(القُرَيِّح)، والكن المشكلة لأزلية لدى الكتاب ورسامي الخرائط الغربيين أنّ حرف
الحاء العربي لا يتمكنون من نطقه كما هو في اللغة العربية، فيستبدلون حرف الهاء
به، ومن هنا فإنهم كانوا ينطقون: (القُرَيِّح)؛ (القُرَيّه)، وحتى لو أنّ هؤلاء
الكتاب ورسَّاميْ الخرائط كانوا يَعُوْنَ أنّ اسمه (القُرَيّح) بحرف الحاء العربي؛
إلا أنّ كتابتهم لاسمه في كتبهم وخرائطهم لا بد أن تكون بإحدى هاتين الصيغتين: (ALQURAYYEH)، أو (ALQURAYYAH)، ومن هنا جاء تحريف اسم
(القُرَيّح) إلى (القُرَيّه) من وجهة نظري، فالباحثون ورسامو الخرائط العرب
اعتمدوا في كتابة هذا الاسم على خرائط وكتب كُتبت باللغات اللاتينية، والتي لا
يمكن لكتابها كتابة هذا الاسم إلا بهاتين الصّيغتين الآنفتي الذكر، وهذا الأمرُ عانينا منه
كثيراً عندما ساهم في تحريف أسماء كثير من المواضع في المنطقة عند اعتماد الكتاب
العرب على مصادر كُتبت بالحروف اللاتينية، ومن ذلك (متالع) الواحة المعروفة شمالي
الجوف، فهي كتبت في المصادر والخرائط الغربية القديمة: "MATALEA" لأنّ حرف العين العربي – مثله مثل حرف الحاء – لا يستطيع الكُتاب
الغربيون نطقه كما ينطقه العرب، فيستعيضون عنه بحرف (A) في لغاتهم، وللأسف فإنّه
عندما أوكلت الترجمة إلى عربٍ ليس لهم خبرة بأسماء مواضع المنطقة عرّبوا هذا الاسم
إلى (متالا)، أو (متالئ)، وكُتب بهذا الاسم الغريب حتى على اللوحات الإرشادية التي
تدلُّ على هذه الواحة في الشوارع الموصلة إليها، وكذلك الحال في (القُدَيْح)، وهي
قرية قطيفية معروفة كان الكتاب ورسامو الخرائط الغربيون يكتبونها: "ALQUDAIH"، وعندما ترجمها بعض
العرب كتبها "القُدَيْه"، ولو استرسلتُ في ذكر أمثال هذه الحالات لذكرتُ
كثيراً منها، ولكني أكتفي بهذين المثالين لأبرهن على رأيي بأنّ القُرَيّه إنما هي
القُرَيّح الذي هو تصغير القَرَاْح الذي كان يوماً من الأيام ساحل هجر الأشهر،
وكانت تطلُّ عليه مدينة عظيمة ذات بساتين وحقول تُسمّى الرَّدْم، وينسبونها إلى
هذا الساحل، فيقولون: (رَدْم القَرَاْح) لقربها منها، فهل كان يوجد مدينة بهذه
الصفة تقع قبالة ساحل القُرَيّح المسمّى الآن بالقُرَيّه؟؛ الجواب هو: نعم.
ففي العام 1968م وصلت
إلى الجزيرة العربية بعثة الآثار الدانماركية برئاسة عالمين آثاريين معروفين هما ب.
ف. جلوب وجيوفري بيبي، وقامت هذه البعثة بزيارة لساحل القُريّح هذا[24] للبحث
في موقع تم تمشيطه من قِبَل هُواة جمع الآثار العاملين في شركة الزيت العربية
السعودية (أرامكو)؛[25] على
أثر قيام جيولوجيي أرامكو قبل عدة سنوات سابقة بعملية تفجير ارتجاجي بالقرب من هذا
الموضع المندثر[26]،
وقاموا بتصوير المنطقة من الجو، فأظهر المسح صور شبكة قنوات ريٍّ قديمة ومنتظمة
للغاية يصل ارتفاعها إلى ستّ بوصات[27]،
وحسب تقدير بيبي، فإنَّ المساحة الزراعية التي كانت تسقيها هذه القنوات تقارب مساحة
البساتين التي تحيط بالقطيف[28]،
وقد تبيَّن لأعضاء البعثة الدانماركية التي نقبت في المنطقة بقيادة بيبي نفسه أنّ
هذه المنطقة كانت قبل ألفي عام وأكثر منطقة حضارية زراعية شاسعة ذات مستوى زراعي
متطور، ووجدوا فيها مواقع قرية منازلها منزوعة الجدران لم يبق منها سوى مواقدها
المتفحمة الصُّلبة التي ارتفعت بمقدار قدمين فوق سطح الأرض المحيطة بها، وانتثر
فيما بينها قطع خرز ونقود وكسر فخار شبه متآكل يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ووجدوا أيضاً بقايا حقول مزارع النخيل الكبيرة،
وبقايا قلعتين صغيرتين،[29] وهو
ما جعلهم يظنون أنّ هذه الآثار هي آثار مدينة جـِرَه التاريخية العائدة للثقافتين
الإغريقية والرومانية، ولهذا أطلقوا على هذه القرية والآثار التي حولها وبساتينها
وحقولها وشبكة قنوات ريّها الهندسية الفنية اسم (جرها)، و(مدينة الملح) أيضاً؛ تأثراً بقول المؤرخ
الإغريقي المعروف (سترابو) أنَّ بيوت مدينة جِرَه كانت مبنية من الملح يعني الحجر البحري
المعروف بالفروش، ولكنّ هذا الظنّ عند البعثة الدانمركية لم يصمدْ كثيراً، وقد
بيّنت في كتابي (جره مدينة التجارة العالمية القديمة) رأيي في أنّ (جِرَه) ما هو
إلى مقلوب اسم (هجر) المدينة العربية الأشهر في شرق الجزيرة العربية، والتي كانت
شهرتها عند العرب توازي شهرة جِرَه عند الإغريق واليونان.
وأستطيع القول بكل ثقة إنّ هذه الآثار لهذه
الشبكة الهائلة من قنوات الريّ الهندسية البديعة للمزارع والحقول الواسعة التي
تعادل مزارع وحقول واحة القطيف بحسب توصيف بيبي، والقرية التي تحدث عنها والقلعتين
الصغيرتين الواقعة قبالة ساحل القريّح أو القراح هي آثار قرية الرّدم (ردم القراح)، فهي تقع في ساحل هجر الذي سبق
وحددته، وهي تدل على ضخامة وكبر القرية أو المدينة التي كانت هذه الحقول تنتسب إليها، وكذلك
حال قرية الرَّدْم التي وصفها ياقوت بأنها كانت قرية كبيرة، ثم إنها قريبة من قرى
بني عامر بن الحارث في هجر، ولاسيما جواثى وجبلة والظهران والعُيون كما إنها تقع على ساحل البحر موفرة بذلك مكاناً مناسباً لكلّ الفارّين من هجر حيث يمكنهم
ركوب السفن منها للهرب بحراً، وهذا ما جعل فلول المرتدين من الفرس وجيش صاحب الزنج
يلجئون إليها عند هروبهم من هجر، وأمرٌ آخر ينبغي أن لا ننساه، وهو أنّ هذه الآثار
لحقول هذه المدينة تقع على الضفة اليُمنى لقصبة نهر محلم الذي كان يأتي من واحة
هجر (الأحساء)، فيصب في البحر عند ساحل القُريِّحِ هذا؛ تماماً كما وصفه في بداية
القرن العاشر الهجري ألفونسو دي بوكيرك في رسالة له موجهة إلى ملك البرتغال،[30] ولكن من دون أنْ
يُسمّيه محلماً بطبيعة الحال.
صورة فضائية من موقع (Google Earth)؛ يظهر فيها بوضوح جزءٌ من قنوات الريّ التاريخية التي اكتشفتها شركة
أرامكو، ويتضح في الصورة أنّ كثبان الرمال تدفن جزءاً كبيراً من هذه القنوات؛ كما يظهر بوضوح
دقة إنشاء هذه القنوات وجمال هندستها، وأرى أنها كانت تأخذ مياهها من نهر محلم العظيم الذي كان
يجري بالقرب من هذه القنوات قادماً من واحة الأحساء (هجر)، ثم يمضي ليصب في البحر.
صورة لإحدى خرائط الفارسي لمنطقة واحة القطيف، ويلاحظ أن مهندسي هذا المكتب قد كتبوا اسم (القديح)، وهي إحدى
قرى القطيف المعروفة: (قُدَيْه)، وقد وقعوا في هذا الخطأ لأنهم اعتمدوا في رسم خارطتهم هذه على خرائط صنعها رساموا خرائط
غربيون، فهم ليس لديهم في لغتهم ما يقابل حرف (ح) في اللغة العربية، فاستعاضوا عنه بحرف (H)، فكتبوها Qudayh
وترجمها موظفو المكتب إلى قُدَيْه، ومثل هذه الترجمات البعيدة عن الصواب هي ما ساهم في تغيير وتحريف كثير من المسميات
الجغرافية لدينا في المنطقة، ولهذا كان رأيي أنّ القُريّه المعروفة بهذا الاسم لنا الآن بين العُقير والظهران إنما كان اسمها القُريّح
- تصغير قراح - ولكن حصل لها ما حصل لقرية القديح عندما كتبها هؤلاء الموظفون (قُدَيْه).
[1] ياقوت بن عبد الله الحموي: المشترك وضعاً والمفترق صقعا (ألمانيا:
جوتنجن؛ 1846م)؛ الصفحة 205.
[2] محمد بن عمر بن واقد = الواقدي: كتاب الردة برواية ابن أعثم الكوفي؛
تحقيق: د. يحيى الجبوري (بيروت: دار الغرب الإسلامي 1990م)، الصفحة: ١٦١.
[3]
أحمد بن أعثم الكوفي: الفتوح؛ (بيروت: دار الكتب العلمية؛ 2015م)؛ ج1: 45، وينبغي
الالتفات إلى انّ ما وصل إلينا من كتاب (الردّة) للواقدي هو برواية ابن أعثم
الكوفي نفسه.
[4] علي بن الحسين المسعودي: التنبيه والإشراف؛ تحقيق دي غويه (ليدن: مطبعة
بريل 1893م)؛ الصفحة: 393.
[5] عامر ومحارب هؤلاء؛ هم بنو عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة
بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وبنو محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن
عبد القيس، وكانوا سكان هجر والأحساء وقتها، والمقتسمين لقراها، وليسوا بني عامر
بن صعصعة ولا بني محارب بن خصفة كما قال المسعوديف في الموضع ذاته من هذا الخبر،
فهو خطأ قديمٌ، وقد بيّنت ذلك في أكثر من بحث لي، ومنها ما دونته في تحقيق شرح
ديوان ابن المقرَّب.
[6] عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حبيش: الغزوات الضامنة الكاملة،
والفتوح الجامعة الحافلة الكائنة في أيام الخلفاء الأول الثلاثة (هولندا: مكتبة
ليدن – مخطوط رقم 885)؛ الصفحة 71، وانظر القصاصة المصورة منها في هذا البحث.
[7] عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حبيش: الغزوات الضامنة الكاملة،
والفتوح الجامعة الحافلة الكائنة في أيام الخلفاء الأول الثلاثة؛ تحقيق: د. أحمد
غنيم (القاهرة: مطبعة حَسّان؛ 1983م)؛ الصفحة 182.
[8] ياقوت الحموي: معجم البلدان؛ رسم (قراح).
[9] البكري: معجم ما استعجم؛ رسم (بزاخة).
[10] الحسن بن أحمد الهمداني: صفة جزيرة العرب؛ تحقيق
محمد بن علي الأكوع (الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر 1394هـ 1974م)
الصفحة 279.
[11] عبيد الله بن عبد الله = ابن خرداذبة: المسالك
والممالك (بيروت: دار صادر دت مطبوعة بالأوفست عن طبعة بريل –
ليدن 1889م) الصفحة 60.
[12] كذا وردت، وكذلك عند الإدريسي، وأما القلقشندي فقد
سميت عنده عرفجاء، والصحيح أنها عرفجان، وتنطق الآن بالتصغير عريفجان، وتقع في
دولة الكويت حسب الإحداثيات التالية:
28O 54' N
48O 10' E
[13] موضع معروف حتى الآن؛ انظر الكويت
في خرائط العالم حقائق ووثائق من إعداد مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الصفحة 89.
[14] كذا وردت عند ابن خرداذبة، وإن كانت وردت في نسخة
أخرى من كتابه (عَصَا)) بالألف الممدودة، وكذلك في صبح الأعشى للقلقشندي، ولم تذكر
عند الإدريسي، وهذه الكلمة عندما تُكتب بالحروف اللاتينية تكون هكذا (Asa)، وهو ما سبب إرباكاً لدى رسامي الخرائط الأوربيين
في القرنين السابع عشر والثامن عشر لأنهم ظنوا أنها (حَسَا) أي الأحساء، فقاموا
بكتابتها كذلك في خرائطهم متسببين في وقوع خطأ شنيع حيث أصبحت الأحساء شمال غرب
القطيف على الساحل في موضع واحة صفواء في حين أنّها تقع جنوبها كما هو معروف، ومن
الخرائط التي كتبت (عصا) باسم (حسا) أو (لحسا) خارطة صانع الخرائط الهولندي الشهير
إسحاق تيرون التي نشرها عام 1732م، وكذلك خارطة الأخوين أوتنس المتقدمة.
انظر: الكويت في خرائط العالم حقائق ووثائق من إعداد مؤسسة الكويت للتقدم
العلمي الصفحات 27، 31.
[15] لا تزال معروفة باسمها هذا، فقد ذكر الكولونيل هـ.
ر. ب. ديكسون في كتابه عرب الصحراء (الصفحة 755 من طبعة سعود الجمران 1997م)
موضعاً سمّاه بأبرق الخليجة نسبة إليها، قال إنه يقع في المملكة العربية السعودية
في الطرف الجنوبي من منخفض الشقّ قريباً من الزاوية الجنوبية الغربية من المنطقة
المحايدة الكويتية وذكر أنّه موضع مشهور لدى البدو من العوازم والعجمان بأنه سكنٌ
للجنّ، وذكر أنهم يعرفونه جيداً ويخافون الاقتراب منه؛ كما ذكر أنّ بعض علماء
الجيولوجيا قام بالتحليق فوقه عام 1932م.
[16] ليست هي حمَض الهجرة المعروفة،
والواقعة غرب المشعاب بالقرب من أبرق الكبريت، فذلك لا يصح لأنّنا قد رأينا أنه
يسبق حمض في هذا الطريق الساحلي القديم أحد عشرة منزلاً أو محطة استراحة من
البصرة، وهو يعني إحدى عشر مرحلة، وحمض الهجرة تقع بالقرب من حدود الكويت أي أنّ
إحدى عشرة مرحلة سوف تخلفها ورائها بمسافة طويلة، وأغلب الظن أنها هي المذكورة
باسم (حِمْصHems) في خارطة الأخوين
أوتنس، وقد رسماها غرب القطيف مباشرة، أو (حِمْص Hims)
في خارطة ألمانية نشرت عام 1750م بعنوان (Erster Theil Der Karte Von Asien)، وقد وضعت في هذه الخريطة على الساحل جنوب القطيف
بالقرب من دوحة اظلوم (شاطي نصف القمر).
انظر الكويت في خرائط العالم حقائق ووثائق من إعداد مؤسسة الكويت للتقدم
العلمي الصفحات 41، 45
[17] انظر نبذاً منه عند عبيد الله بن عبد الله = ابن
خرداذبة: المسالك والممالك (بيروت: دار صادر دت مطبوعة بالأوفست عن طبعة بريل –
ليدن 1889م) الصفحة 193.
[18] محمد بن محمد = الشريف الإدريسي: نزهة المشتاق في
اختراق الآفاق (بيروت: عالم الكتب 1989م) ج1: 162.
[19] شقاب وبوار من الجزر الواقعة فيما يُعرف الآن
بأرخبيل جزر حوار، وقد ذكرت بوار باسم بوارة في معاهدة الصلح التي تمت في بداية
القرن السابع الهجري بين الأمير االعُيوني فضل بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن أبي
سنان محمد بن الفضل بن عبد الله بن علي العُيوني وبين ملك جزيرة قيس (يراجع شرح
ديوان ابن المقرَّب بتحقيق الكاتب وصاحبيه ج2: 1291)، وفيه أنّ جزيرة بوارة هذه مع
جزيرة أخرى تُسمّى قتان كانتا تعرفان بجزيرة الطيور صارت من نصيب ملك جزيرة قيس.
[20] كذا وردت هذه الجملة التي وضعناها بين قوسين، وهي
مضطربة كما نرى، وأخشى أنّ اسم هذا المرسى وهو المفقود كما ورد في النص محرَّفٌ عن
العُقير الميناء الشهير لأننا رأينا في نصّي ابن خرداذبة وقدامة بن جعفر المتقدمين
أنّ العُقير يقع جنوب ساحل هجر، ثم إنّ لفظتي (المفقود) و(العقير) فيهما بعض
الشبه، وقد حصل وتحرَّفت العُقير في بعض نسخ المسالك والممالك لابن خرداذبة إلى
المقفير والمقعبر (را. حواشي الصفحة 60 منه)، ولو لاحظنا فإنّ كلمة المقفير شديدة
الشبه بكلمة المفقود الواردة في نصّ الإدريسي مما يقوي الظن بتحرفهما عن العُقير.
[21] من المعروف أنّ قطر التي ذكرها قبل قليل تُعد من
البحرين في ذلك الزمان، وكذلك الجزر التي حولها كشقاب وبوار أو بوارة كما وردت في
معاهدة الصلح المتقدمة، وهي تقع ضمن ما يُعرف الآن بجزر حوار، وبالتالي فلا وجه
لقوله إنّ ساحل هجر هو أول بلاد البحرين بل قطر ومضافاتها هي أول البحرين.
[22] محمد بن محمد = الشريف الإدريسي: نزهة المشتاق في
اختراق الآفاق (بيروت: عالم الكتب 1989م) ج1: 386، ويلاحظ أنّ فيه اختصار كثير عن
الذي ذكره ابن خرداذبة قبل قليل.
[23] الأحساء هذه ليست أحساء هجر بطبيعة
الحال، وإنما هي أحساء أخرى تُعرف بأحساء خرشاف ذكرها الأزهري في كتاب التهذيب
(انظر رسمها في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية للشيخ الجاسر)، وهي الآن
تسمّى خريشيف بالتصغير، وتقع جنوب جو سمين.
[24] سأسمّيه من الآن وصاعداً باسم القُرَيّح إحياءً للاسم القديم.
[25] جيوفري بيبي: البحث عن دلمون ترجمة
أحمد عبيدلي (نيقوسيا؛ قبرص: دلمون للنشر 1985م) الصفحة 415.
[26] وهو عند الإحداثيات: 25° 50' 40.6" N 50° 03' 18.9"
E
[27] جيوفري بيبي: البحث عن دلمون ترجمة
أحمد عبيدلي (نيقوسيا؛ قبرص: دلمون للنشر 1985م) الصفحة 405، ولا يقتصر وجود نظام
قنوات الري الهندسية ذات التصاميم الرائعة على منطقة القنوات الواقعة غرب القُرية
هذه فقط، بل إنّ هذا النظام كان معروفاً في واحتي القطيف والأحساء، وكان يشاهد حتى
وقت قريب العديد من شبكات الري المطمورة تحت الأرض أو البارزة فوقها مثل قنوات
الري المطمورة التي تأخذ من عين الأعراف شمال قرية العوامية القطيفية، وكذلك قنوات
الريّ المطمورة في الأحساء فيما بين جبل الشعبة وجواثى والصويدرة.
[28] جيوفري بيبي: البحث عن
دلمون ترجمة أحمد عبيدلي (نيقوسيا؛ قبرص: دلمون للنشر 1985م) الصفحة 405.
[29] جيوفري بيبي: البحث عن دلمون ترجمة
أحمد عبيدلي (نيقوسيا؛ قبرص: دلمون للنشر 1985م) الصفحات 415 –
416، 472.
[30] أحمد بو شرب: الخليج العربي والبحر الأحمر من خلال وثائق برتغالية 1508
– 1568م؛ ترجمة أحمد بو شرب (الرياض: كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات
التاريخية والحضارية للجزيرة العربية 2112م)؛ الصفحة 222.