طرق الحج والتجارة القديمة
من واحتي القطيف والأحساء
إلى الأماكن المقدسة في الحجاز
تمهيد[1]
قبل مجيء وسائل النقل الحديثة إلى أرض
الجزيرة العربية كانت الرحلة إلى الحج تستغرق الكثير من الوقت والجهد والعناء الذي
يقاسيه المسافرون إلى مكة المكرمة، والذين كانوا يقطعون كامل المسافة التي
تستغرقها هذه الرحلة على ظهور حيوانات غير مريحة هي الجمال والخيول والحمير
والبغال؛ بل إنّ بعض الحجاج لم يكن لديهم ما يركبونه من ظهور هذه الحيوانات، فكانوا
يضطرون إلى قطع كامل المسافة على أقدامهم ذهاباً وإياباً في رحلة مضنية قد تستغرق
بضعة شهور بالنسبة للحجاج القادمين من خارج الجزيرة العربية، أو شهراً وأكثر
بالنسبة لبعض سكان الجزيرة العربية، ومنهم سكان واحتي القطيف والأحساء.
ولا تقتصر مخاطر هذه الرحلة على طول
المسافة وعدم توفر وسائل النقل المريح فقط؛ بل إنّ من أعظم المخاطر التي كانت تحف
بالرحلات البرية المتوجهة إلى الحج هو هجوم قطاع الطرق على الحجيج أثناء توجههم
إلى الأماكن المقدسة، وكتب التاريخ الإسلامي حافلة بذكر القطوعات التي قام بها
أعراب القبائل القاطنة في الجزيرة العربية ضد الحجاج المتوجهين إلى الأماكن
المقدسة.[2]
وأيضاً فقد كان من أشد المخاطر التي واجهت
الحجاج أثناء قطعهم للجزيرة العربية برّاً هو قلة وشح مصادر المياه فيها،
وانعدامها في الكثير من مراحل الطرق التي تمر بها قوافل الحج؛ والأخطر من ذلك كله
هو أنّ بعض تلك المصادر المائية القليلة التي كانت تقع على معالم الطرق القديمة
للحج في الجزيرة العربية لم تكن ثابتة الإمداد بالماء، فقد يحصل أن تنضب في بعض
سني الجذب، أو أنّ بعضها ينضب كليةً، وهو الأمر الذي يضطر المسافرين إلى تغيير
اتجاهات طريق حجهم، وما ينتج عن ذلك من طول المسار وزيادة المشقة، وهذا هو الأمر
الذي يعلل وجود أكثر من طريق للحج يخرج من منطقة أو مدينة واحدة بالإضافة – بالطبع
– إلى مسألتي القرب والبعد، وكذلك بعض الظروف والاعتبارات السياسية التي كان لها
هي الأخرى دورٌ واضح في تغيير اتجاهات بعض الطرق المؤدية إلى الأماكن المقدسة في
الحجاز كما سنرى في القادم من هذا البحث.
واحتا القطيف والأحساء
حتى قبل مائة عام من الآن لم يكن يوجد في
طول الساحل الشرقي للجزيرة العربية سوى منطقتين كبيرتين مأهولتين بالسكان هما
منطقة الأحساء ومنطقة القطيف، واللتان هما في الوقت نفسه واحتان كُبريان توفر
فيهما الكثير من مقومات الحياة الرغيدة التي جعلت منهما بؤرتي استقطاب دائم ومستمر
للعديد من الهجرات من داخل أراضي الجزيرة العربية المجدبة، وكذلك من خارجها أيضاً
منذ آلاف السنين وحتى وقتنا الحاضر بفضل اكتشاف خزانات النفط الهائلة في أراضي
هاتين الواحتين، واللتان تعدان الأكثر إنتاجاً ومخزوناً لهذه الثروة على وجه الكرة
الأرضية الآن.
وفي السابق أيضاً، وحتى إلى ما قبل مائتي
عام من الآن اقتسمت هاتان الواحتان أراضي الساحل الشرقي للجزيرة العربية بينهما
بحيث إنّ حدود إحداهما تنتهي حيث تبتدئ حدود الأخرى، وهو الأمر الذي أوجد ما
يمكننا تسميته بالمتلازمة الحدودية المصيرية التي ربطت هاتين الواحتين، وصبغتهما
بصبغة واحدة جعلتهما متشابهتين إلى حد كبير في السلوك والعادات الاجتماعية هذا
فضلاً عن تحدر السكان فيهما من أصول بشرية واحدة منذ أقدم تاريخ مشترك لهما مما
جعلهما مرتبطتين ببعضهما ارتباطاً وثيقاً لم تنفصل عراه حتى هذه اللحظة.
وقد أدى هذا الترابط بين الواحتين إلى
اشتراك سكانهما عند خروجهم لقضاء مناسك الحج في قافلة واحدة عُرفت قديما باسم
قافلة حج البحرين عندما كان هذا الاسم شاملاً لكلي الواحتين بمعية شقيقتهما جزيرة
أوال والأراضي الساحلية والبرية التابعة لهذه المناطق، ثم عُرفت في القرنين الثامن
والتاسع الهجريين باسم قافلة الحج العُقيلي[3]
نسبة إلى قبيلة عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة التي هيمنت على شرق
الجزيرة ووسطها في تلك الحقبة، ثم بعد ذلك عُرفت في زمن متأخر باسم قافلة حج
القطيف والأحساء، وأحياناً كانت تدعى باسم قافلة حج الأحساء التي شمل اسمها كامل
المنطقة التي كانت تُعرف في السابق باسم البحرين، ولاسيما بعد الاحتلال التركي
العثماني لكامل المنطقة في منتصف القرن العاشر الهجري[4]، ومع
أنّ التسمية كانت للبحرين عامة، أو القطيف والأحساء، أو للأحساء مؤخراً إلا أنّ
هذه القافلة كانت تضم بالإضافة إلى حجاج الأحساء والقطيف حجاجاً آخرين أيضاً كانوا
يفدون بواسطة المراكب البحرية إلى المنطقة من البحرين (الجزيرة)، والعراق ومن بلاد
فارس - الذين كانوا ينعتون بالأعاجم – لينضموا إلى هذه القافلة[5]
باعتبار أنّ القطيف والأحساء هما أقرب المناطق البرية إلى بلدانهم المذكورة في بر
شبه الجزيرة العربية.
وقد أدى استمرار هذه الرحلة من شرق الجزيرة
العربية - حيث القطيف والأحساء - إلى الحجاز - حيث المدينتين المقدستين مكة
والمدينة - إلى وجود طرق حج معلومة منذ قديم الزمان[6] وحتى
إلى ما قبل استقدام وسائل النقل الحديثة، ويمكننا القول بأنّ هذه الطرق التي كانت
موجودة حتى إلى ما قبل مائة عام من الآن هي ذاتها الطرق القديمة الواردة في كتب
الجغرافيا الخاصة بشبه الجزيرة العربية لأن نقطتي الارتكاز على الساحل الشرقي وهما
القطيف والأحساء، ونقطتا الارتكاز على الساحل الغربي مكة والمدينة هي نقاط ثابتة
لا يمكن أن تتغير؛ نعم قد تتغير بعض مراحل إحدى هذه الطرق لسبب ما كنضوب الماء منها
أو لوجود مخاطر تحف بها من قطاع الطرق أو غير ذلك، ولكن إلغاء مرحلة من الطريق لا
بد أن يواكبها إيجاد مرحلة أخرى مستحدثة، ثم سرعان ما يعود الطريق بعد هذه المرحلة
المستحدثة إلى مراحل الطريق القديمة، وفي بعض الأحيان يتم هجر أكثر من مرحلة أو
جزء كبير من الطريق القديم المألوف واستبدالها بمراحل أو أجزاء أخرى تكون موازية
للمراحل والأجزاء السابقة، وهذا الأمر هو ما أوجد أكثر من طريق للحج يخرج من واحتي
الأحساء والقطيف، ولكنها جميعها تتجه نحو قلب الجزيرة العربية حيث بلاد العارض
قديما أو بلاد نجد على العموم، ثم تتجه من هناك إلى الحجاز.
وبعد هذه المقدمة التي لا بد منها، فسوف أقدم
الآن تحديداً لأهم الطرق التي كانت تخرج من واحتي القطيف والأحساء وتتجه إلى
الحجاز مروراً ببلاد العارض ونجد قبل مجيء وسائل النقل الحديثة وإنشاء الطرق
الخاصة بها، والتي تقاطع بعضها مع الطرق القديمة وبعضها اتخذ من هذه الطرق القديمة
مساراً له، وبعضها اتخذ له مساراً آخر عنها، وهو الأمر الذي أدى إلى ضياع معالم
الطرق القديمة واندراسها إلا ما حفظته لنا جهود قليلة لرحالة وكتاب اهتموا بها
ودونوا محطاتها أو بعضاً منها.
أهم الطرق البرية الرئيسة الموصلة من واحتي القطيف والأحساء إلى بلاد
العارض والحجاز
نظراً لكون الأحساء والقطيف واحتين بريَّتين،
ومركزين تجاريين كبيرين للجزيرة العربية، فقد كان لهما عدة طرق تخرج منهما مباشرة إلى
بلاد العارض، وكان يُطلق على هذه الطرق مسمى (الدَّرْب)، ويفرق بينها بالإضافة إلى
اسم يميز كل درب عن الآخر؛ مثل: درب الكَنْهَرِيْ ودرب الجُوْدِيّ ودرب
مَزَاْلِيْج ودرب مِخْيَط، وهي أهم الطرق الموصلة بين واحتي القطيف والأحساء وبين
بلاد العارض، ثم الحجاز، وسيأتي تفصيل محطات بعضها لاحقاً.
ومما ينبغي لفت نظر القارئ إليه هو أنه في
بعض الأوقات العصيبة التي كانت تعصف بالواحتين؛ كما حصل عند هيمنة قبيلة العجمان
في القرن الثالث عشر الهجري على بر الأحساء وقرى الجوف ووادي المياه التي تشرف على
درب الجودي ودرب مزاليج، وكذلك هيمنة قبيلة بني خالد على المناطق الواقعة شمال
القطيف التي يبدأ منها درب الكنهري وهيمنة قبيلتي آل مرَّة وبني هاجر على المناطق الوسطى
بين الواحتين، وهجومهم جميعاً على قوافل المسافرين الخارجة من القطيف والأحساء،
فيعيثون فيها سلباً ونهباً وقتلاً[7]، فقد
كان القطيفيون والأحسائيون في قلق دائم من السفر عبر الطرق التي تمرُّ بالأراضي
التي يقطنها هؤلاء القبائل،[8]
وكانوا يختارون في بعض الأحيان السفر عبر طرق أخرى بالرغم من طولها عليهم، وكان
هذا الأمر من الأسباب الكبرى التي اوجدت عدة طرق كانت تخرج من الواحتين إلى طرق
الحج الكبرى؛ كما كان لمثل هذه الظروف الأثر الكبير في ميل الأحسائيين والقطيفيين
أيضاً إلى الخروج في قافلة كبيرة تضم حجاجهم بالإضافة إلى من ينضم إليهم من
حُجَّاج جزيرة أوال وبلاد فارس، فأحيانا كان حجاج القطيف يقصدون الأحساء، وينضمون
إلى حجاجها، وكذلك ينضم إليهم كل من أراد الحج من جزيرة أوال وبلاد فارس وغيرها من
البلدان الساحلية، ثم يخرجون إلى الحج جميعاً عبر أحد الطرق أو الدروب الخارجة من
الأحساء، وهي درب الجودي، أو درب مزاليج، أو درب مِخْيَط، وفي بعض الأحيان يكون
الأمر عكسياً حيث يمضي الأحسائيون إلى القطيف وينضمون إلى الحجاج الخارجين من هذه
الأخيرة مع من انضمّ إليهم، ثم كانوا يتجهون بعد ذلك إلى درب الكنهري الواقع إلى
الشمال الغربي من واحة القطيف، وفي بعض الأحيان كان حجاج الواحتين يلتقون في محطة
وسط بين الواحتين، فيجتمعون فيها، ثم يرحلون منها إلى بلاد العارض والحجاز كما هو
الحال عند اختيارهم لدرب الجودي مثلاً.
وهذا الأمر كان يفرضه على سكان الواحتين
ومن معهم الحالة المزاجية للقبائل المسيطرة على براري المنطقة حيث كان من بعض
الرحمة التي أوجدها الله لهاتين الواحتين وسكانها أنّ القبائل المسيطرة على
براريها كانت يكون بينها أحياناً شبه اتفاقيات تمنع دخول أي قبيلة في أراضي
القبيلة الأخرى، ولاسيما بقصد الغزو، ولهذا استغل السكان في القطيف والأحساء هذا
الأمر، فكانوا يختارون في سفرهم إلى الحج الطريق الذي تسيطر عليه القبائل التي لا
تكون حالتها المزاجية سيئة تجاههم أو القبائل التي تقبل بما يدفعه لهم سكان
الواحتين لإرضائهم والسماح لهم بالمرور عبر الأراضي التي هم مسيطرون عليها.
وأما القطيف، فبالرغم من أنها واحة برمائية
تقع كامل حدودها الشرقية على ساحل البحر مما يعني إمكانية السفر منها عبر البحر
إلى الحجاز إلا أنّهم كانوا نادراً ما يسافرون في المراكب البحرية، وذلك لأن
مراكبهم حينها كانت تعتمد على الريح والأشرعة لتسييرها، وهو أمرٌ يُخشى معه التأخر
في الوصول إلى مكة وبالتالي فوات وقت فريضة الحج عليهم، ولهذا كانوا يفضلون الطرق
البرية للسفر إلى الحج.
ونظرا لمحاصرة رمال وكثبان البيضاء لهذه
الواحة من الشمال والغرب والجنوب، فقد صيّر ذلك منها واحة يغلب طولها البالغ 20
كيلومتراً من سيهات في أقصى الجنوب إلى صفواء في أقصى الشمال على عرضها الذي لم
يكن يبلغ في أقصى اتساع له أكثر من 7 كيلومترات، ولأجل ذلك فقد اختار سكان الواحة
مكاناً استراتيجياً يقع في منتصف هذه الواحة الطولية ليكون مركز تجمع للحجاج،
وبداية درب الحج القطيفي؛ هذا الموضع هو البدراني الذي يقع في البرية غرب الواحة
خارج نطاق نخيلها، والذي كان هو مركز التجمع لأي ركب برّي يخرج مسافراً من القطيف
عموماً.
فكان الحجاج يخيمون في ذلك المكان الذي كان
يحتوي على نبع مائي متدفق صيفاً وشتاءً تحيط به بعض البساتين التي توفر لهم بعض ما
يأكلونه من رطب وخضار وبقول، وينتظرون تكامل أعدادهم، وانضمام من أراد الانضمام
إليهم من خارج الواحة أو المنطقة،[9]
وبعد أن يكتمل عددهم يتهيأون للرحيل متجهين إلى أحد طريقين إما إلى درب الكَنْهَرِيّ
شمالاً، أو إلى درب الجُوْدِيّ غرباً للجنوب، وسأحاول الآن تحديد أهم المحطات والنقاط
الموصلة من البدراني إلى هذين الدربين.
أولاً: الطريق الشمالي الغربي المؤدي إلى درب الكَنْهَريّ
وهذا الطريق هو الطريق ذاته الذي كان يؤدي
من القطيف إلى واحة عينين (الجبيل)، وإلى العراق وبلاد الشام، وكان الحجاج
والمسافرون ينطلقون إليه بدءاً من البدراني المذكورة قبل قليل، ووصولاً إلى غرب
واحة عينين (الجبيل) حيث يفترق إلى عدة طرق أحدها درب الكنهري، وذلك عبر المحطات
التالية: [10]
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
البدراني |
57َ |
49ْ |
31َ |
26ْ |
مورد ماء قديم من موارد القطيف البريّة، سَمَّاه الشيخ فرج العمران
البذراني بالذال المعجمة وليس بالدال، ووصفه بقوله: "هو موضع على ساحل البرّ فيه مورد ماء عذب قوي الدفع والجريان؛
نقيٌّ جداً؛ يأتي من عين في البرِّ تُسمى الخنيْسفانية،[11]
وكانت السُّفَّار الذين يأتون من الأحساء ومن نواحي نجد وأهل البوادي يحطون
برواحلهم هناك، فيردون من الماء، ويتفيأون بتلك النخيل المجاورة للمورد المذكور،
وأصل هذه التسمية لنخل هناك بجوار هذه المشرعة يسمى البذراني".[12] وربما يكون لاسم البدراني علاقة بالأمير بدران بن مانع العُقيلي أحد
أمراء العماير من العُقيليين الذين حكموا المنطقة في القرن الثامن الهجري.[13]
|
السبخة |
56َ إلى: 55َ |
49ْ 49ْ |
34َ إلى: 31َ |
26ْ 26ْ |
وتسمى سبخة السعلول، ولا بد لكل من أراد العبور من البدراني إلى
الضبية وأبي معن أن يقطع هذه السبخة المعترضة بين الأولى والأخيرتين. وتبدأ هذه السبخة من الشمال والشمال الغربي لما يُسمى بجبل أبو
العصافير الواقع غرب الآجام، وتتصل غرباً بسبخة الضبيّة. |
الضبية |
49َ |
49ْ |
َ30 |
26ْ |
مورد مائي يقع جنوب غرب الآجام بـ25 كيلومتراً، وله سبخة ضخمة طويلة
تسمى باسمه، وعلى حافة حدودها الجنوبية يقع الآن مطار الملك فهد الدولي. |
أبو معن |
49َ |
49ْ |
38َ |
26ْ |
واحة نخل كثيرة العُيون تقع غرب أم الساهك بسبعة كيلومترات، ويمر
طريق (أبو حدرية / الدمام) السريع بجانبها الغربي، وهي الواحة التي رجحت مؤخراً
أنها واحة آفان أو فان القطيفية القديمة كما في البحث المنشور ضمن هذه البحوث. |
المباركية |
33َ |
49ْ |
49َ |
26ْ |
مورد ماء قديم يقع عند تلٍّ عالٍ يحمل الاسم نفسه، وأرى أنّه قد
يكون منسوباً إلى آل مبارك من العماير المذكورين في دفاتر الطابو العثمانية ضمن
مشايخ العماير في لواء القطيف،[14] ولا غرابة، فهذا البرّ المتصل شمال واحة القطيف إلى واحة الجبيل
القديمة (عينين) وما حولها كان هو مجالات قبيلة العماير ومراعيهم. |
خُرَيْشيف |
17َ |
49ْ |
01َ |
27ْ |
مورد ماء عد قديم ذكره الأزهري في تهذيب اللغة مكبراً باسم خرشاف،
ونسب إليه أحساء خرشاف،[15] ويقع هذا المورد جنوب طريق الكنهري مباشرة بسبعة كيلومترات ونصف،
وبعده يبدأ الحجاج الدخول إلى هذا الطريق.[16] |
ثانياً: الطريق الجنوبي الغربي المؤدي إلى درب الجُوْدي
وهو ذاته الطريق الذي سلكه سادلير في رحلته
من القطيف إلى الأحساء عام 1819م الموافق 1234هـ[17]،
وقد سلكه أيضاً الشيخ فرج العمران القطيفي عند خروجه في آخر رحلة كانت على ظهور
الجمال سنة 1358هـ قبل أن تحل السيارات محلها، ولحسن الحظ، فقد دوَّن هذا المؤلف البارع
محطات ومواضع وأحداث رحلته تلك في أرجوزة بلغت الخمسمائة وخمسين بيتاً بحيث غدت وثيقة
هامة لتوثيق مراحل ومحطات الحج القديمة من القطيف والأحساء إلى مكة مروراً ببلاد
العارض.
ولحسن الحظ، فقد قام الشيخ العمران بطبع
أرجوزته هذه ضمن كتاب نشره في النجف الأشرف عام 1373هـ، وذكر في بدايته أنه استقى
معلوماته عن المواضع والمنازل والآبار والمياه والأودية والشعاب والجبال والتلال
التي مرّوا بها في هذه الرحلة من الحملدارية (القائم على الحملة أي الرحلة) وساقة
الإبل ورعاتها.[18]
والمحطات التي يمر بها هذا الطريق هي كما
في الجدول الآتي اعماداً على ما دوّنه سادلير والشيخ العران:
اسم الموضع |
إحداثياته |
التعريف
بالموضع |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
البَدْرَاني |
57َ |
49ْ |
31َ |
26ْ |
سبق التعريف بها. |
المَقْطَع |
55َ |
49ْ |
32َ |
26ْ |
انفرد بذكره الشيخ العمران،[19]
والمقطع هو عبارة عن مكان كان يُقطع منه الصخور، فسُمّي المقطع لذلك، وهو يقع
جنوب غرب واحة الآجام غرب خور الهميلية منها. |
الضَّبِّيَّة |
49َ |
49ْ |
َ30 |
26ْ |
لم يذكرها سادلير، وانفرد بذكرها الشيخ العمران، وقد سبق التعريف
بها. |
حُزُومُ
الضَّبيّة |
42َ |
49ْ |
30َ |
26ْ |
لم يذكرها الشيخ العُمران، وذكرها سادلير باسم حزومية محرفة عن جملة
(حزوم الضبيّة)، فتم دمج هاتين اللفظتين في لفظة واحدة هي الحزومية. وحزوم الضبية هذه تقع غرب الجزء الجنوبي من سبخة الضبية العملاقة
إلى الشمال الغربي من مطار الملك فهد الدولي الآن. |
المُليْحة |
29َ |
49ْ |
25َ |
26ْ |
ذكره كلاهما، وهو مورد مائي يقع في منطقة الشعوف؛ يحده من الجنوب
جبل الأميغر، ومن الشرق آبار المُريخة. |
الأطْوَلة |
05َ |
49ْ |
19َ |
26ْ |
لم يذكره سادلير، وذكره الشيخ العمران فقط. والأطْوَلَة: مورد ماء قديم يقع في منطقة الحبل غرب جبل اللِّدَام. ومن هذا الموضع افترق الطريق الذي سلكه سادلير عن الطريق الذي سلكه
الشيخ فرج العمران، وذلك لأنّ سادلير كان متوجهاً إلى الأحساء في حين إنّ الشيخ
العمران كان متوجها إلى الحجاز، وبالتالي فإنّ الركب الذي كان فيه توجّه إلى
النجبية الآتية التي سيلتقي فيها بالركب الخارج من الأحساء، والذي كان يسير على
الطريق الذي سيسلكه سادلير بدءاً من الأطولة هذه ولكن باتجاه عكسي. |
الأنْجَبيّة |
38َ |
48ْ |
58َ |
25ْ |
وتُسَمَّى أيضاً النَّجبية بحذف الهمزة من أوله على عادة سكان
المنطقة كما يقولون: الأحساء، والحَسَا والأعباء والعَبَا، وهي المورد المائي
القديم المسمى بـ(نَجَبَة)، والذي عده ياقوت الحموي في رسمه من قرى بني عامر بن
الحارث من عبد القيس في البحرين. وتقع النَّجَبيّة في وادي الجوف إلى الغرب من الموضع التاريخي
المسمى متالع، وفي النجبية هذه التقى الركب القطيفي بالركب الأحسائي الذي كان
ينتظرهم فيها مع قائد الحملة (الحملدار) محمد المؤمن الأحسائي،[20]
وبدءاً من هذه المحطة سوف يصبح الركبان الأحسائي والقطيفي ركباً واحداً، ومنها
أيضاً سوف يبدءون الدخول في طريق الجودي الشهير الذي سنذكره محطاته لاحقاً. |
وأما الركب الأحسائي فإنهم كي يصلوا إلى
النجبية هذه التي حط بها الركب القطيفي، فإنّ مكان اجتماعهم الذي يتجمعون فيه من
سائر قرى الأحساء ولا شك كانت المبرَّز التي عُرف عنها أنها سُمِّيَت بهذا الاسم
نظراً لكونها مكان تجمع الحجاج والمسافرين في الأحساء، وبعد أن يكتمل عددهم، ويكون
قصدهم درب الجودي،[21]
فإنه كانت توجد عدة طرق قصيرة توصل إلى هذا الدرب، ولكن لأنّ قصدهم النجبية حيث
سيلتقون بالركب القطيفي، فإنهم لا بد من أنْ يسيرون وفق المحطات التالية، وهي
المحطات التي سلكها سادلير كما سبق وذكرت عند مجيئه إلى الأحساء عام 1819م، وهي
كالتالي:
اسم الموضع |
إحداثياته |
التعريف
بالموضع |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
المُبَرَّز |
35َ |
49ْ |
24َ |
25ْ |
تعتبر المدينة الثانية في الأحساء بعد الهُفُوْف، وكانت تقع شمالا
عنها بميلين في السابق؛ تفصل بينهما واحات من النخيل كواحة عين مرجان وواحة عين
أم خريسان، وأما الآن فقد اتصلت مباني المدينتين حتى أصبحتا بمثابة مدينة واحدة. |
المُطَيْرْفي |
33َ |
49ْ |
29َ |
25ْ |
من قرى الشمال في الأحساء؛ تتبع المبرز قرية ذات بساتين ومزارع
وعيون دافقة حارة كانت؛ أشهرها عين الحويرَّة. وتقع المطيرفي على مسافة ستة كيلومترات شمال المبرَّز، وتعد تمورها
من أجود أصناف التمور في الأحساء والمنطقة، وكان يزرع فيها بالإضافة إلى التمور
الأرز والحنطة والحمضيات والبقول والخضار أيضاً. |
الجُدَيْدة |
30َ |
49ْ |
40َ |
25ْ |
كتبه سادلير (Hoodia)، وهو ينطق باللسان العربي (حودية) أو
(هودية)، وكلاهما لا يصح، والأقرب أنه (جُدَيْدَة) بضم الجيم، فهو الموضع الوحيد
الشبيه اسمه بما كتبه سادلير، ويقع فيما بين عين دار والأحساء. والجُديدة: مورد ماء معروف يقع شمال غرب العُيون، ثم إلى الغرب
مباشرة من واحة عين القَطَّار. |
عين دار |
23َ |
49ْ |
59َ |
25ْ |
وهي
عين دار القديمة إذ نشأ بقربها للجنوب منها بعشرة كلومترات قرية حديثة مع اكتشاف
النفط، فسُمِّيت باسمها، وكان اسم عين دار الأصلي هو (دار) فقط، ونظراً لوجود
عين قديمة فيها، ولكونها على مفترق طرق، فقد جعلها ذلك مورداً مفضلا لدى
المسافرين والبادية، ولهذا أطلق عليها مسمى عين دار، وهُجر الاسم الأول. وتقع
دار أو عين دار القديمة في أرض الجوف الخصبة، وهي قصبة قراه في الوقت الحاضر. |
دوميزي |
|
|
|
|
هكذا ذكر سادلير اسم هذا الموضع (Domeezee)، ولا أعرف موضعاً بهذا
الاسم بين الحُفيرة وعين دار، والمورد الوحيد الذي أعرفه فيما بينهما يُسمى (عين
الملح)، ولا وجه للتشابه بينه وبين الدوميزي كما ترى، وبالتالي فإنني لا أستطيع
الجزم إن كان مورد عين الملح هو الدميزي أم لا. |
حُفَيْرة |
03َ |
49ْ |
11َ |
26ْ |
مورد ماء يقع جنوب شرق أبواب، وشمال غرب عين دار وفق الإحداثيات
المرفقة هنا. |
أم رُبَيْعَة |
50َ |
48َ |
00َ |
26ْ |
تقع أم ربيعة هذه بالقرب من جودة إلى الشمال منها بخمسة عشر
كيلومترا. |
نجبة |
38َ |
48ْ |
58َ |
25ْ |
سبق التعريف بها، وفيها التقى الركبان الأحسائي والقطيفي كما سبق وذكرت، وبعدها سوف يدخلون في مسيرهم إلى
درب الجودي. |
هذا مع الأخذ بالاعتبار أنّ الحجاج
الأحسائيين إذا كانت قافلة الحج قررت أخذ طريق الجودي، فإنهم هم الذين ينتظرون
الحجاج القادمين من القطيف عند أم ربيعة أو جودة، وأما إذا كان الطريق المقرر سلوك
قافلة الحج له هو طريق الكنهري، فإنّ الحجاج الأحسائيين يذهبون إلى القطيف كما سبق
وقلت ليلتقوا مع الحجاج القطيفيين في البدراني، ثم يتجه الجميع شمالاً إلى طريق
الكنهري، والأحسائيون هنا مخيرون في اختيار أحد طريقين يوصلهم إلى القطيف الأول هو
الطريق الذي سلكَه الركب القطيفي من البدراني إلى نجبة، ولكن بعكس السير، والثاني
هو الطريق الذي ذكره لوريمر، والذي كان يمرُّ بالمحطات التالية:[22]
اسم الموضع |
إحداثياته |
التعريف
بالموضع |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
الكِلاْبيّة |
83َ |
49ْ |
26َ |
25ْ |
تقع شرق مدينة المبرز بثمانية كيلومترات تقريباً، إلى الجنوب مباشرة
من جبل الشعبة، وإلى الشمال الغربي مباشرة أيضاً من قرية المقدام. |
كَنْزَاْن |
43َ |
49ْ |
31َ |
25ْ |
موضع به جبل وبئرٌ لهما ذات الاسم شمال شرق الأحساء، ثم شمال شرق
مسجد جواثى التاريخي، وإلى الشمال من جبل القارة بخمسة أميال، وعلى الرغم من
شهرته لدى سكان الأحساء في القديم نظراً لكونه إحدى محطات الطريق المزدوج المؤدي
من الأحساء إلى العُقير والقطيف؛ إلا أن ما زاده شهرة هو الوقعة المدوية التي
أوقعتها قبيلة العجمان في العام 1333هـ بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
وجيشه في هذا الموضع أثناء قيام الملك بتأسيس دولته السعودية الثالثة، والتي
كادت أن تقضي عليها هذه الوقعة حيث جُرح الملك جرحاً بليغاً، وقتل أخوه سعد،
والكثير من رجال جيشه. |
غويجية |
43َ |
49ْ |
37َ |
25ْ |
سماها لوريمر (غويج)، والمعروف حالياً هو الغويجية، وقد ينطقه البعض
الغواجية أيضاً، والطبعة القطرية من دليل الخليج كثيرة التحريف والتصحيف بسبب
القائمين على ترجمتها، ولهذا لا يُعتمد عليها في الأسماء كثيراً. والغويجية ذكر لوريمر أنها تقع على مسافة ستة عشر ميلاً شمال الجشة،
وإحدى عشر ميلاً جنوب شرقي العيون، وذكر أنّ فيها بئرين متجاورين، وأنها على
حدود البياض. وهذا هو وصفها الصحيح. |
أبُو الحَمَاْم |
45َ |
49ْ |
53َ |
25ْ |
سماه زويمر عند قطعه لهذا الطريق (أبو الحمَّام) بتشديد الميم،
وتهكم بالتسمية قائلاً إنه لم يجد حمَّاماً ولا أشجاراً ولا حتى عشب، وأن كل ما
وجده فيها هو حفرة ماء ضحلة وقذرة وبضعة
أشجار قصيرة من نخيل التمر.[23] مورد ماء قديم به بضعة آبار تكتنفه من الجنوب سبخة القويرات، ويبعد
عن بقيق بعشرة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي منها، وقد قامت مؤخراً بقربه قرية
صغيرة تابعة لإمارة بقيق. |
أبو الحيّات |
52َ |
49ْ |
02َ |
26ْ |
من موارد الظهران؛ يقع غرب الجزء الجنوبي لسبخة الخريقات الموازية
للساحل الغربي مما يُطلق عليه الآن (شاطئ نصف القمر)، وإلى الشمال الغربي من رأس
القُرَيّة (القُريِّح) بخمسة وعشرين كيلومتراً، وذكر لوريمر في دليل الخليج أنّ أبا
الحيّات هذا يبعد 12 ميلاً إلى الغرب من ناحية الشمال من نَقَا المحَارِف على
دَوْحَة رَحُّوْم.[24] |
زغيل |
55َ |
49ْ |
16َ |
26ْ |
كل الذي ورد عنه في دليل الخليج هو قول لوريمر عنه أنه من مياه
منطقة الظهران، وأنه يقع شمال غرب نقا المحارف بنحو 17 ميلاً، على دوحة رحوم. وقوله: "على دوحة رحوم" لا يريد به هذا الموضع؛ بل يريد
بذلك نقا المحارف المشرف على هذه الدوحة البحرية، التي لا يكاد طولها يبلغ
الخمسة عشر ميلاً في حين قال عن هذا الموقع إنه يقع شمال غرب هذا النقا بسبعة
عشر ميلاً، وهذا النقا يقع قريباً من منتصف الدوحة مما يعني أنّ الزغيل هذا يقع
بعيداً عن ساحلها بعض الشيء. ولا أعرف موضعاً يدعى بهذا الاسم في تلك المنطقة، ولكن يوجد فيها
مورد ماء لم أجد من أطلق عليه اسماً إلا أنه ينطبق عليه وصف لوريمر، فهو يبعد عن
نقا المحارف شمالاً لغرب بسبعة عشر ميلاً في الطريق نحو القطيف وهو يقع وفق
الإحداثيات المرفقة هنا، وأغلب الظن أنه هو هذا الموضع لأنّه تتبقى منه مرحلتان
فقط ويصل الطريق إلى القطيف، وهذا هو ما تبقى لنا من محطات هذا الطريق أيضاً. |
جيعوى |
؟؟ |
؟؟ |
؟؟ |
؟؟ |
لا أعرف هذا الاسم، ولكن يوجد في الموضع الذي يقع فيه عدة موارد
للماء معروفة كان المسافرون والبادية يستقون منها، وكلها عبارة عن واحات صغيرة
متجاورة تكون في وسطها عين ماء جارية، ومن ضمن هذه العيون: (عين الصويبة – عين السبيل – عين أبو جدَيْوِل – عين رضوى). وتبدو هذه العين الأخيرة هي هذا الموضع المدون عند لوريمر، ولكنها
تحرفت كما يبدو عند مترجمي كتابه إلى جيعوى بدلا من رضوى. |
الآجام |
56َ |
49ْ |
33َ |
26ْ |
وهي الواحة القطيفية المعروفة، والتي كانت حينها واحة غناء ذات
بساتين وعيون وأراضي معشبة خضراء، وكان يربط بينها وبين القطيف الأم طريقٌ قديم
يطلق عليه الأهالي اسم (طريق الهَدْلاء)، والذي قُيّر الآن ليصبح الطريق الرئيس
الذي يربط واحة القطيف بالشارع السريع الموصل بين الظهران والجبيل. |
ثالثاً: طرق الحج الرئيسة الخارجة من
شرق الجزيرة العربية إلى بلاد العارض (اليمامة ونجد)
يمكننا القول بأنّ أهم طرق الحج القديمة
التي كانت تخترق قلب الجزيرة العربية من الشرق حيث القطيف والأحساء إلى بلاد
العارض في طريقها إلى الحجاز هي أربعة طرق تُسمى في عُرف سكان المنطقة دُرُوْب،
وهي حسب ترتيبها من الشمال إلى الجنوب:
1. درب
الكنهري.
2. درب
الجودي.
3. درب
مِخْيَط.
4. درب
مزاليج.
وسوف أحاول الآن أنْ أقدم وصفاً موجزاً
لمحطات هذه الطرق الأربعة معتمداً في ذلك على بعض المصادر التي ذكرت مسمياتها أو
بعضاً منها، وكذلك كتب الرحالة الشرقيين والغربيين التي كانت ثرية جداً بالمعلومات
حول هذه الطرق أو بعضها لأنهم قطعوها بأنفسهم، ودونوا ما رأوه بأعينهم، ولذلك فإنّ
ما كتبوه يُعد من أهم المصادر عن هذه الطرق أو الدروب كما يسميها أهالي المنطقة،
وسأعتمد أيضاً في تدوين هذه المحطات على رحلاتي الميدانية الخاصة التي قمتُ بها
عبر دربي الكنهري والجودي بالذات، وقد حاولت أنْ أضع – قدر المستطاع – إحداثيات كل
محطة من محطات هذه الطرق لحفظ رسومها من الاندراس في هذا الزمن الذي غطت مظاهر
التطور الزائف فيه أهم آثار هذه الطرق؛ بله آثار المنطقة بأسرها.
1. دَرْبُ الكَنْهَرِيْ
هو طريق قديم أخذ اسمه من مورد ماء يمر به
اسمه (كنهر) كما سُمِّي درب الجودي الآتي لمروره على بلدة جودة، ويبدأ طريق
الكنهري من واحة عينين (الجبيل)، وينتهي بالقرب من معقلة (الشملول) جنوبها حيث
يبدأ الطريق عندها بأخذ اسم هذا الموضع أي معقلة إلى أن ينتهي إلى رُماح التي
أصبحت الآن بلدة شمال الرياض بـ110 كيلومترات، ويبين الجدول التالي أهم المواضع
التي يمر بها هذا الطريق وإحداثياتها؛ كما يمكن الرجوع إلى خارطة الطرق التي قمت
بعملها وألحقتها بآخر هذا البحث لرؤية معالم هذا الطريق عليها.
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
عينين
(الجبيل) |
39َ |
49ْ |
00َ |
27ْ |
واحة قديمة تقوم على أنقاضها الآن مدينة الجبيل، وقد وردت عينين في
الشعر العربي القديم، وأقدم من ذكرها ممن اطلعت عليهم هو كعب بن زهير، ووصفها في
شعره وصفاً دقيقا ظل قائماً حتى وقتنا القريب.[25] |
عُقْلَة
الدَّرْب |
22َ |
49ْ |
00َ |
27ْ |
هو كما يدل اسمه نتوء صخري بارز من الأرض يشرف على الطريق عند
الإحداثيات المذكورة له، ولعل اسمه عقلة الدرب مأخوذ من ذلك لأنّ الطريق عند
أهالي المنطقة يسمى درباً أيضاً كما ذكرت فيما سبق، فيقال درب الكنهري. |
الحِنَّاهْ |
46َ |
48ْ |
56َ |
26ْ |
واحة قديمة ذات آثار بارزة تقع بالقرب من ثاج الموضع الأثري
المعروف، وتقع الحِنّاه إلى الشمال الشرقي من ثاج بسبعة كيلومترات، وقد أصبحت
الآن بلدة عامرة. |
الوَنّان |
23َ |
48ْ |
55َ |
26ْ |
مورد ماء قديم يقع جنوب الصَّرَّار بسبعة كيلومترات ونصف تقريباً،
وقد أصبح الآن بلدة عامرة. |
العُيَيْنَة |
21َ |
48ْ |
51َ |
26ْ |
وتعرف بعوينة كنهر، وإلى هذا الاسم الأخير نسب هذا الطريق، والعيينة
تصغير عين من عين الماء، واسمه القديم (كنهل)، وهو مورد ماء مشهور له ذكر في شعر
بني تميم، ووقعت عنده عدة وقائع في الزمنين القديم والحديث. |
القُلَيِّب |
19َ |
48ْ |
47َ |
26ْ |
تصغير قَليْب؛ مورد ماء قديم يقع جنوب غرب العيينة المتقدمة. |
مَعْقَلَة
(الشَّمْلُول) |
20َ |
47ْ |
31َ |
26ْ |
مورد ماء له ذكر في الشعر العربي القديم، وهي معروفة حتى الآن
بالاسم نفسه، ولكن العامة كعادتهم يسكنون الحرف الأول من بعض الأسماء، فيقولون
(امْعَقْلا). والواقع إنّ معقلة الحالية ليست هي معقلة القديمة، وإنما هي بلدة
أخرى تقع بالقرب من معقلة القديمة إلى الشمال منها بعشرة كيلومترات[26]، وسميت باسمها لشهرة هذا الاسم، ويبدو أنّ درب الكنهري يمر بمعقلة
القديمة أما الحالية، فهو يمر إلى الجنوب منها بعشرة كيلومترات. ومن هذه النقطة، فإنّ درب الكنهري سوف يصبح اسمه درب معقلة.[27] |
رُمَاح |
10َ |
47ْ |
34َ |
25ْ |
كان في السابق منهل ماء معروف، وهو الآن بلدة عامرة معروفة. |
2.
دَرْبُ الجُوْدِيّ
وسمي بهذا الاسم لأنه يمر على (جُوْدَة) البلد
المعروف؛ يقول
الشيخ فرج
العُمران في أرجوزته (رحلة الحجاز):[28]
سرنا جميعا حامدي ذي الجودِ |
|
|
|
على طريقٍ قد دُعي بـ(الجودي) |
|
وكان طريق الجودي يبدأ في الأحساء من غرب
عين الحويرات ببلدة المطيرفي، وينتهي عند رُماح كما هو طريق (الكَنْهَرِيّ / مَعْقَلَة)
المتقدم وصفه، وقد مرَّ بنا فيما مضى وصف طريق الركب القطيفي من البدراني بالقطيف
إلى أن يصل (النَّجبية) حيث التقى مع شقيقه الركب الأحسائي، ثم دخلا جميعاً إلى
هذا الطريق، وبدأوا جميعاً رحلتهم إلى الحجاز.
وطريق الجودي هذا هو الذي سلكه البريطاني
سادلير في رحلته من الأحساء متوجهاً إلى ينبع عام 1819م، ولكنه لم يذكر لنا أسماء
أغلب محطات الاستراحة في هذا الطريق، وكل الذي ذكره هو بضع محطات منه؛ وقد ذكر بعض
محطاته أيضاً وإن كان لم يسلكه الليفتانت لويس بلي أثناء قيامه برحلته إلى الرياض
عام 1865م عن طريق (درب مِخْيَط) الآتي؛ إلا أنّ أفضل من وصف هذا الطريق وعدد
محطاته هو الشيخ فرج العُمران أثناء رحلته إلى الحج مرشداً عام 1358هـ، وسأقدم هنا
وصفاً وتحديداً لمحطات هذا الطريق من جودة التي سُمِّي الطريق باسمها اعتماداً على
هؤلاء الرحالة الثلاثة، وقد سبق وذكرت محطات هذا الطريق من الأحساء إلى النجبية
التي لا تبعد عن جُودة بأكثر من تسعة أميال؛ علماً أنّه يجب أن لا ننسى أنّ هذا
الطريق ينتهي إلى رُماح كما سبق وذكرت، ثم يتخذ له اسماً آخر بعد رُماح سأبينه في
موضعه هناك، وأما محطات هذا الطريق من جودة إلى رُماح، فهي كالتالي:
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
جُوْدَة |
51َ |
48ْ |
58َ |
25ْ |
مورد ماء قديم معروف كان يسمى في السابق يجودة، وله ذكر في الشعر
القديم، وهي إلى الآن بلدة عامرة
معروفة؛ يمر بقربها الطريق السريع المؤدي إلى الرياض. والواقع هو أنّ هذا الطريق لا يمرُّ بهذه البلدة مباشرة، ولكنه يمر
للشمال منها بينها وبين جبلها المعروف باسم جبل جودة. |
الجُثُوْم |
40َ |
48ْ |
48َ |
25ْ |
ذكره الشيخ العُمران فقط. والْجُثُومُ: مورد ماءٍ يقع في الصُّلْب
من الصُّمّان جنوب غربي جُودة. |
رُبَيْداء |
30َ |
48ْ |
30َ |
25ْ |
ذكرها بلي والشيخ العُمران فقط، ولكن الشيخ لم يذكر اسمها أثناء
نزولهم فيها، وإنما ذكره بعد نزولهم في المنزل التالي لها عندما ذكر أنهم نسوا
خيمة النساء فيها، فذكرها هناك بالاسم.[29] ورُبَيْدَاء: أرض واسعة تتصل بالصُّلب من الشمال والغرب، ويمتد
محورها من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي بادئاً من الفَرُوق غرب الأحساء،
وممتداً إلى جبال الصُّلْب غرب عُريْعرة، وتخترق ثلاثة من طرق الحج القديمة أرض
الربيداء، وهي من الجنوب إلى الشمال (الحنيّ – مزاليج – الجودي)، والتحديد
الإحداثي المرفق هو للمورد منها. |
عِرْقُ جَهَام |
38َ |
47ْ |
47َ |
25ْ |
لم يذكره سوى الشيخ العمران فقط. وجَهَام: حَبْلٌ من حبال
الدهناء لا ماء فيه؛ يحده من الشمال الشرقي حبل القهاب، ويحده من الجنوب الغربي عِرْق
العِمْر الآتي. |
العِمْر |
29َ |
47ْ |
43َ |
25ْ |
كذا ذكره الشيخ العُمران فقط بكسر العين، وهو عِرْق العِمر حبل رملي
من حبال الدهناء يحده عرق جهام السابق من الشرق، وعرق الحمراني من الغرب. |
المُزَيْرِع |
21َ |
47ْ |
30َ |
25ْ |
لم يذكر الشيخ العُمران اسم هذه المحطة، ولكنه ذكر أنهم نزلوا بها
بعد اجتيازهم لعرق العمر السابق لها، وذكر أنّ بقربها قليب ماء أي بئر استقوا
منه بعد أن كادوا يهلكون جزعاً من العطش، وهي محطة كما نرى تقع بين عرق العِمر
وبين رماح المنتهي إليها هذا الطريق، وأول مورد معروف يقع بين عرق العِمر ورماح
هو المزيرع هذه، وهي إحدى الغياض الكبيرة الواقعة شمال الرياض شرق رُماح مباشرة. |
رُمَاح |
10َ |
47ْ |
34َ |
25ْ |
لم يذكرها الشيخ العُمران، فيبدو أنهم قد عَدَّوها إلى الرمحية
وضبعها القريبين منها كما سنرى لاحقاً، ولكن سادلير ذكرها ضمن محطات هذا الطريق،
وذكر أنهم نزلوها، فوجدوا فيها مخيماً لقبيلة سُبيع. وقد سبق التعريف برُماح في محطات طريق الكنهري، وقلت هناك إنّ فيها يلتقي
كلا الطريقين الجودي والكنهري، ثم يخرجان منها عبر طريق واحد يُعرف بدرب رُماح. |
ولا شك عندي أنّ هذا الطريق هو الذي عناه
الشاعر عَرْقَلُ بن الخَطِيْم بن نُوَيْرة العكلي من شعراء البحرين في القرن
الهجري الأول، وذلك بعد أن هاجرت قبيلتُه عُكل من نجد مع بني عمهم من قبائل تميم
واستوطنت أراضي البحرين قريباً من هجر مع بداية ظهور الإسلام.[30]
وكان هو وأبوه الخطيم بن نويرة العكلي لِصَّيْن
يقطعان الطريق على القوافل التي تعبر الدهناء متجهة إلى اليمامة والحجاز، وكانت
مساكن قبيلتهما على ما يبدو من شعر عَرْقل فيما بين اليمامة وهجر،[31]
وله قصيدة قالها يتشوق بعض الأماكن التي كان يسكنها قرب هجر البحرين، ويفضلها على
أماكن معروفة في اليمامة، ومنها قوله:[32]
لَعَمرُكَ للرُّمَانُ إِلى بَثاءٍ |
|
|
|
فَحَزمِ الأَشيَمَينِ إِلى صُباحِ |
|
وَأَودِيَةٌ بِها سَلمٌ وَسِدرٌ |
|
|
|
وَحِمضٌ هَيكَلٌ هَدِبُ النَواحي |
|
نَحُلُّ بِها وَنَنْزِلُ حَيثُ شِئنا |
|
|
|
بِما بَينَ الطَريقِ إِلى رُمَاحِ |
|
أُحَبُّ إلي مِن كَنَفي بُحار |
|
|
|
وَما رَأَتِ الخَواطِبُ مِن نِساحِ |
|
وَحَجْرٍ وَالمَصانِعِ حَولَ حَجْرٍ |
|
|
|
وَما هَضَمَت عَلَيهِ مِن لِقاحِ |
|
فهذا الشاعر يتشوق إلى هذه المواضع الأربعة
التي ذكرها، وهي الرُّمّانتان التي اضطره الوزن إلى تخفيفه إلى الرُّمَان، وبثاء،
وهي عين بثاء اللتي كانت في الستار الأغر[33]
من البحرين، والأشيمين وهما من حبال الدهناء المعروفة في أولها، وصُبَاح الذي يبدو
أنه من أول شرق الدهناء أيضاً، ويدل على ذلك قول السكري في شرح البيت الأول من هذا
الشعر حيث قال عن هذه المواضع إنها "دُونَ هَجَر في بلاد سَعْدٍ وكانت قبلُ
لعبدِ القَيْس"؛[34]
كما يوكده قول عرقل نفسه في هذا الشعر عن هذه المواضع:
نَحُلُّ بِها وَنَنْزِلُ حَيثُ شِئنا |
|
|
|
بِما بَينَ الطَريقِ إِلى رُماحِ |
|
أي أنّ هذه المواضع متوزعة على جادة الطريق
إلى رُماح، والطريقان المؤديان إلى رُماح هما الكنهري الذي سبق الحديث عنه،
والجودي هذا الذي نتحدث عنه هنا، ولكن بما أنّه ذكر الرُّمانتين وبثاء، وهما مما
يلي الأحساء أي هجر، فهذا الطريق ينبغي أن يكون هو طريق الجودي لقرب هذين الموضعين
منه أعني الرمانتين وعين بثاء.
3. دَرْبُ مِــخْيَط
وكان يخرج من جنوب مدينة الهُفُوف، ويسير
مخترقاً عقبة الفَرُوق، فالرُّبَيْداء، فالصُّمّان، فالدهناء إلى أن يصل منهل
سُعْد الواقع الآن شمال شرق الرياض، والجدير بالذكر أنّ درب مِخْيَط هذا قد قُيِّر
بعد اكتشاف النِّفط في منطقة خُرَيْص الواقعة في سرّة الدهناء بالنسبة لهذا الطريق
ليكون بذلك أوّل طريق مقَيَّر بين الأحساء والرياض، وهو الطريق المعروف حالياً
بطريق خريص.
وقد استفدنا في معرفة مراحل هذا الطريق
القديمة من الرحالة البريطاني لويس بلي عند رحلته من الرياض إلى الأحساء عام 1865م
حيث دونها في جدول خاص طبع ضمن ملحقات رحلته تلك، ولم أجد في مصادري من ذكرها بالترتيب
غيره، وهي كالتالي بعد عكس ترتيبها بحيث تكون من الأحساء إلى الرياض:[35]
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
الأَحْسَاء |
36َ |
49ْ |
24َ |
25ْ |
الواحة الشهيرة والغنية عن التعريف. |
الفَرُوْق |
06َ |
49ْ |
09َ |
25ْ |
عقبة صلدة تقع غرب واحات الأحساء يحدها نعلتا شدقم والغوار من الشرق
والربيداء من الغرب، وفي الفَرُوق وقع يوم من أيام العرب قبل الإسلام، وهو يوم
الفَرُوق بين عبس وبني سعد بن زيد مناة من تميم. ونظراً لطول الفَروق وامتداد محورها من الجنوب إلى الشمال، فإنّ الإحداثي
المرفق هنا هو لنقطة تقاطع هذا الطريق بوسط الجزء الذي يقطعه منها اعتماداً على
المحطة السابقة والمحطة اللاحقة. |
رَوْضَة الحُنَيّ |
46َ |
48ْ |
11َ |
25ْ |
الحُنَيّ: مورد ماء قديم ضمن حدود الرُّبيْداء، وهو اليوم بلدة
معروفة تقع في الصلب، وأما روضة الحُني هذه فلا أعرفها، ولكنها لا بد أنْ تقع
شمال الحُنيّ المنسوبة إليه لأنّ درب مِخْيَط يمر شماله بمسافة؛ قريباً من نَقَا
مخيط الذي أخذ هذا الطريق اسمه منه، وإلى الجنوب الشرقي من نَقَا مِخيَط هذا
يوجد شيعب صغير ووحيد لعله الذي سماه بلي بروضة الحني، والإحداثيات المرفقة هنا
لهذا الشعيب. وأما الدرب الذي يمرُّ بالحُني، فهو درب مزجاليج الآتي. |
رُبَيْدَاْء |
30َ |
48ْ |
00َ |
25ْ |
سبق التعريف بها. والإحداثي المرفق هنا هو لنقطة تقاطع هذا الطريق بوسط الجزء الذي
يقطعه منها اعتماداً على المحطة السابقة والمحطة اللاحقة أو بالتقريب. |
عُرَيجْ (عُرَيْق) |
21َ |
48ْ |
08َ |
25ْ |
ويُسمى عُرَيْق القُرضيْ، وهو أول رمال الدهناء من جانبها الشرقي
بالنسبة للمسافر من الأحساء إلى الرياض على هذا الطريق، ولهذا فقد رجَّحتُ أنه
هو هُرَيْرة التي ذكرها الحفصي في كلامه المتقدم على أنها آخر الدهناء لمن
يقطعها من اليمامة إلى هجر. |
الدَّهْناء |
01َ |
48ْ |
05َ |
25ْ |
الدهناء: صحراء طويلة جداً، وليست بالعريضة جداً، ويمرُّ هذا الطريق
على مدينة خريص الحديثة التي عُمِّرت مع اكتشاف النفط في المنطقة من قبل شركة
أرامكو عام 1377هـ، وكانت في السابق كما يذكر ابن خميس في معجم اليمامة عبارة عن
"نَقَى صغير فوقه بنية حجارة (رجم) وكان خامل الذكر حتى كشف به حقل النفط،
ومر به الطريق ومن ثم أخذ الشهرة". قلت: وهو في سُرّة الدهناء أي وسطها بالنسبة لهذا الطريق، ولهذا
السبب فقد دوَّنت إحداثياته هنا. |
سُعْد |
34َ |
47ْ |
05َ |
25ْ |
يقول عبد الله بن خميس في معجم اليمامة: "سعد: يبعد عن الرياض حوالي مائة كيل، وهو من مياه (العرمة الجنوبية)، ينحدر واديه
من ظهر العرمة مشرقاً، ويمر بهذا
المنهل، ثم يفضي إلى روضة هنالك بجانب الدهناء تسمى روضة سعد .. وآبار سعد حوالي
خمس وعشرين بئراً، وماؤه عذب، وعمقه
حوالي خمسة أبواع، وهو منهل ثابت"[36] |
مِخْيَط |
26َ |
47ْ |
46َ |
24ْ |
وهو غير النَّقا الذي سُمّي هذا الدرب باسمه شرق الدهناء، فهذا
عبارة عن جبل في العَرَمة يُسمى جبل مِخْيَط الغويرة يقع شمال شرق الدغم الآتية،
ولعله سُمّي بهذا الاسم لإشرافه على درب مِخْيَط. |
الدُّغْم |
15َ |
47ْ |
46َ |
24ْ |
هضبة متوسطة الارتفاع في العَرَمة تقع شمال وادي الترابي شرق
الرياض. |
الرياض |
43َ |
46ْ |
42َ |
24ْ |
معروفة. |
ويمكن القول الآن إنّ هذا الدرب أو الطريق
هو الطريق الذي ذكره الجغرافي العربي الشهير المعروف بالحفصي الذي احتفظ لنا ياقوت
الحموي بوصفٍ له لطريق كان يؤدي من اليمامة إلى هَجَر، وتكمن أهمية هذا النصّ أن
صاحبه، وهو الحفصي كان من سكان اليمامة ذاتها، فهو بالتالي أخبر ببلده ونصُّ هذا
الوصف هو قوله:
"إذا أخذت من سُعْد من أرض اليمامة
إلى هَجَر فأول ما تطأ حمل الدهناء[37]
ثم حبالها[38]
ثم العقد ثم هريرة[39]
وهو آخر الدهناء ثم واحف[40]
ثم المعا[41]".
وهذا الوصف ينطبق بالفعل على طريقنا هذا
المعروف بـ(درب مِخْيَط)، فهو الوحيد الذي يمرُّ بمورد سعد من الطرق الأربعة التي
نتناولها بالبحث هنا كما رأينا من استعراضنا لمحطات هذا الطريق.
4. دَرْبُ مَزَاْلِيْجْ (مَزَاليْق)
وهو طريق له شهرة في الشعر النبطي الحديث، وقد
ذكر ابن خميس بعضاً منه، ومن ذلك قول عبيد بن رشيد، وقد نطق اسمه (مزاليق) بالقاف
الثقيلة المنطوقة مثلما ينطق المصريون حرف الجيم:[42]
إقْفَنْ بنا مثلَ القَطَا مَعْ مَزَاليْقْ |
|
|
|
وصَارَتْ تَوَالِي كِلْ عَشْرٍ ثَمَاْني |
|
العَاْرِضِ المنْقَادْ للخَرْجْ لِطْوَيْقْ |
|
|
|
إلعَنْ أبوْ سُكَّانْ هَاْكَ المَكَاْنِ |
|
كما ذكره الرَّقّاص العتيبي الذي كان حبيساً
في سجن ابن جلوي في الأحساء، فتشوَّق إلى ديار قومه عتيبة في العارض، فقال ذاكراً
له ولطريق الجودي المتقدم ناطقا الاسم بالجيم:[43]
هَنِيْ مَنْ دَرْهَمَتْ بِهْ فَرْخَة الحُرَّة |
|
|
|
مُعْطٍ مَزَاْلِيْجْ وَلاّ مُعْطٍ الجُوْدِيْ |
|
وَابْعَدْ عَنْ الهَاْجِرِيْ وَابْعَدْ عَنِ
المُرَّة |
|
|
|
لَوْ كَاْنْ مَاْ جَاْ مِنِ الأَجْوَاْدْ
مَنْقُوْدِ |
|
وهذا الطريق كان يخرج أيضاً من واحة
الأحساء، وبالتحديد من مدينة المبرَّز، ثم يتجه جنوباً لغرب حتى يصل الخرج، وكان يستخدمه
من أراد الوصول إلى الحجاز عن طريق الخرج والأفلاج؛ في حين إنّ من أراد الوصول
إليها عن طريق القصيم يستخدم طريقي الجودي والكنهري المارّين بنا فيما سبق، وقد
أصبح طريق مزاليج مع بداية قيام الدولة السعودية الثالثة أهم الطرق المفضلة للسفر إلى
الرياض في أول عهد السيارات، وهذا الطريق هو الطريق الذي مرّ به داؤد السعدي عام
1871م/ 1288هـ، وكذلك مرّ به ليشمان عام 1912م، وفيلبي عام 1917م، وعددوا أسماء
محطاته، وأهم هذه المحطات هي:[44]
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
المُبَرَّز /
الهُفُوْف |
35َ |
49ْ |
24َ |
25ْ |
سبق التعريف بالمبرز، وقد ذكرها من ضمن محطات هذا الدرب داؤود
السعدي في كتابه (طريق الحج من الأحساء إلى الرياض فالحجاز).[45] وأما الهُفُوف، فهي عاصمة الأحساء غنية عن التعريف، ومنها رحل
ليشمان وفيلبي إلى هذا الدرب، وكانت المسافة بين الهُفُوف والمُبَرَّز في السابق
سبعة كيلومترات، وأم الآن، ومع عملية البناء الرهيبة التي شهدتها المنطقة
الواقعة بينهما وما حولهما، فقد تلاشت هذه المسافة، واتصلت أبنية البلدتين مع
بعضها حتى صارتا مدينة واحدة. |
غار الشيوخ |
15َ |
49ْ |
10َ |
25ْ |
هو عبارة عن سقف نحتته الريح في جرف جبل يقع بالقرب من العضيلية في
شمالها الغربي جنوب غرب الهفوف بـ27 ميلاً، وكان له في السابق إلى الأحساء
طريقان أحدهما يأخذ إلى الهفوف مروراً بالرقيقة، وهو الذي سلكه ليشمان وفيلبي،
والآخر يأخذ إلى المبرز عن طريق عين نجم، وهو الذي سلكه داؤد السعدي كما سبق
القول. وقد سماه ليشمان (جو الغار) نسب الأرض الواقعة أمامه إليه، ولكنه
ذكر قبله موضعاً صورته في المترجم من رحلته هكذا (ماهيت؟)، ولا أعرف مدى صحة هذا
الاسم، ولا يوجد موضع بهذا الاسم فيما بين الهُفوف وجو الغار؛ كما ذكر هذا
الرحالة موضعاً آخر بعد جو الغار هذا، وصورته (رارسيد؟)، وهو كسابقه في الجهالة.
|
النَّعْلة |
09َ |
49ْ |
07َ |
25ْ |
ذكرها ليشمان فقط، ولم يذكرها السعدي ولا فيلبي، وكانت تُسمى نعلة
الفروق، أو الفَروق الشرقي، وتسمى الآن أيضاً نعلة الغُوار. |
الفَرُوْق |
02َ |
49ْ |
04َ |
25ْ |
سبق التعريف بها. والإحداثي المرفق هنا هو لنقطة تقاطع هذا الطريق بوسط الجزء الذي
يقطعه منها اعتماداً على المحطة السابقة والمحطة اللاحقة |
الشِّعب |
56َ |
48ْ |
02َ |
25ْ |
لم يذكره سوى ليشمان، وأما السعدي وفيلبي، فلم يذكراه، والشّعب وادٍ
يلي الفَرُوق مباشرة من الغرب. |
الحُنَيّ
(رُبَيْداء) |
45َ |
48ْ |
57َ |
24ْ |
لم يذكر الحُنيّ سوى فيلبي، وأما ليشمان، فقدذكر مكانها
الرُّبيْداء، وكلاهما لم يذكرهما السعدي في رحلته، وقد سبق التعريف بالحُني في
محطات درب مِخْيَط؛ كما سبق التعريف بالرُّبيداء التي صادفتنا في طريقي الجودي
ومِخيط أيضاً، والإحداثي المذكور هنا هو للحُنيّ الذي يُعتبر حدودياً أول
الرُّبيداء. |
بَني بَدَالِيْ |
27َ |
48ْ |
49َ |
24ْ |
أنقية بالدهناء تقع خلف حبل مزعلات من الشرق؛ بينها وبين الجسرة
يتركها طريق مزاليج يمينه، وأشهر
الأعلام فيها هو رجم الشويعر الذي ذكره فيلبي. |
ثم بعد هذه المحطة بمسافة ينشعب درب مزاليج
إلى دربين درب يؤدي إلى آبار أبو جفان، والآخر يؤدي إلى آبار وَسيْع، ويرى الشيخ
عبد الله بن خميس أنّ أبو جفان ووسيع هما الدحرضان الشهيران المذكوران في الشعر
العربي القديم، وهنا أذكر المحطات المتبقية من هذا الدرب لمن أخذ إلى أبو جفان، ثم
أذكر محطات الدرب الآخر الذي يأخد إلى وسيع، ومحطات الدرب الأول كما يلي:
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
أبو جِفَان |
40َ |
47ْ |
27َ |
24ْ |
يقع جنوب
العَرَمَة الجنوبية، وينحدر واديه من قمة العرمة مغرباً حتى يصب في وادي
(التُّرابي) مما يلي وادي (وَسِيْع)، وتقع ماءة (أبو جِفَأن) في أعلى الوادي مما
يلي ظهر العرمة، وماؤه من المياه المشهورة،
وعدد أباره حوالي خمسة وعشرين بئراً، وكان الطريق إذا أقبل على (أبو
جفان) انشعب إلى شعبتين: طريق السيارات ويقال له: (الخشبي)، وطريق الإبل ويقال
له (سنام الحوار).[46]
|
عُقْلَة |
19َ |
47ْ |
31َ |
24ْ |
قع في شرق
(الدغم) ، جنوبها مما يلي طريق (مزاليج)
، قريبة من (رحية السوداء) ، ماؤها ثمد قريبة المأخذ.[47] |
شعيب أبا
الناس |
05َ |
47ْ |
33َ |
24ْ |
هو أحد
الروافد الشرقية لوادي الحَنِّيَّة التي تنحدر من جبل الجبيل؛ مما يلي جنوب روضة
العبيدية. |
السُّلَيّ |
54َ |
46ْ |
38َ |
24ْ |
بطن معترض
ممتد من الشمال إلى الجنوب، يبدأ من نهاية رياض (الجنادرية) شمالاً إلى مشارف (الخرج) مما يلي (مراغة)
و(ثنايا بلال) - أسنان بلالة – جنوباً.[48] |
الرياض |
43َ |
46ْ |
42َ |
24ْ |
معروفة. |
وأما من أخذ إلى آبار وسيع بعد بني
بَدَالِيْ، فكان يمر عبر هذه المحطات:
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
وسيع |
45َ |
47ْ |
22َ |
24ْ |
موضع يقع في
الجزء الجنوبي من أول العرَمة بعد انجلاء كثبان الدهناء فيه آبار ماء قديمة
يخترقه الفرع الثاني من درب مزاليج للقاصدين إلى الخرج وقراه. |
الخرج |
29َ |
47ْ |
10َ |
24ْ |
البلد
المعروف. |
وأرى أنّ (درب مزاليج) هذا هو الذي دعاه
الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) باسم (طريق زري)، وإن كان قد وقع في كلامه
عنه بعض الخلط والتقديم والتأخير بين محطاته وفروعه، والذي قد يكون للنسَّاخ دورٌ
فيه، وأمرٌ آخر هو أنّ الهمداني ينقل معلوماته عن هذه الأجزاء من الجزيرة العربية
عن بعض العرب الدلالين الذين لديهم خبرة جيدة بأماكن البحرين واليمامة، ولهذا فإنه
يَكْثُر في كلامهم الاستطراد عند ذكر محطة شهيرة أو قريبة من موضع آخر شهير، فإنّ
هؤلاء الأدلاء يستطردون حينها بالكلام عن ذلك الموضع ووصفه ووصف ما حوله، وقد يكون
استطراداتهم في بعض الأحيان كبيرة بحيث ينسى الراوي النصّ الأصلي أو يقع في التخليط
بينه وبين ما استطرد إليه الراوي، ثم يأتي بعد ذلك دور بعض النسّاخ الذين لا خبرة
لديهم بهذه الأماكن، فيزيد الطين بللاً بالحذف أو التحريف أو التصحيف، وهكذا يصل
إلينا النصُّ مشوهاً وغير منطقيٍّ في بعض الأحيان كما هو حال بعض – وليس كل –
أجزاء هذا النصّ عن (طريق زريّ)، وإلا فإنّ بعض محطات هذا الطريق التي ذكرها الهمداني
هي معروفة حتى الآن كالفَرُوق، والدهناء، ونظيم الجفنة (أبو جفان)، ووشيع،
والسَّهباء، والخضرمة، وهو في حدِّ ذاته كافٍ لانطباق وصفه مع وصف (طريق مزاليج)
أيضاً، وسوف أورد الآن كامل نصّ الهمداني عن (طريق زري) مرقماً ترقيماً كتابياً
صحيحاً ليسهل التعرف على قصد الراوي؛[49]
مع توضيح ما أعرفه من محطاته التي لم يتغير مسماها أو تغير تغييراً طفيفاً،
ومحاولة التعرف على أسماء المحطات الأخرى التي تغيرت أسماؤها الآن وصار لها اسماء
جديدة.
وقد تَعمّدتُ كتابة جميع استطرادات هذا
النصّ بخط رفيع مائل ومغاير لخط النص الأصلي بحيث إنك لو حذفتها منه لاستغنى عنها،
ولما أصابه أيُّ خلل يُذكر، وذلك لكي يتبين القارئ مدى ما تسببه مثل هذه
الاستطرادات في وقوع البهمة أو التحريف والتصحيف في مثل هذه النصوص الهامة، وهو
أمرٌ لم يسلم منه حتى كبار الباحثين في عصرنا الحاضر كما سنرى.
تحقيق طريق زَري عن الهمداني:[50]
"وَالبَحرَيْن إنما سُمِّيَتْ البَحرَيْن
منْ أجلِ نهرِها مُحَلِّم ولنهرِ عَيْن الجَرِيْب؛ ثُمّ تُصْعِدُ منها قاصداً اليَمَامَة،
فيكون منْ عنْ يمينكَ خُرْشِيْم[51]
- وهي هضاب وصحراء مطرّحة إلى الحَفَرَيْن وإلى السُّلْحَين، والحفران هما حفرا
الرّمّانتين، وهن من مياه العرمة وأمام وجهك وأنت مستقبل مغرب الشمس مطلعك من
الجيش -[52]
فالحَابسيّة،[53]
ثم مُزَلَّقَة[54]
– مُفَعَّلَة -، ثم المَوَاْرِدْ،[55]
ثمَّ الفَرُوْقُ الأدْنى، ثم الفَرُوْقُ الثاني[56]
ثم تطلعْ من الفَرُوْقِ في الخوار خوار الثّلع[57]
ثم الصّليب[58]
- وعن يمينك الصّلب صلب المعى والبرقة برقة الثّور - ثم الصُّمّانُ
ومياهُه[59]
- وهي دحول تحت الأرض مخرّقة في جلد الأرض منها ما يكون سبعين بوعا ومئة
بوع تحت الأرض وأقل وأكثر، منها دحل العيض، ومنها دحل أريكة بالصّحصحان، ومنها دحل
السمرات، ومنها الدحل الضبيّ يكون ماؤها من ماء السماء عذب، وبالصّمان المصانع وهي
معمولة من الأرض غدر مرصوفة بالصفا من جوانبها وليس بالصمان ماء عدّ إلا ما كان
مياه العرمة قربها، ثم ترجع إلى طريق زرى قاصداً إلى اليمامة -[60] فَمِنْ عَنْ يَسَارِك الدّبيب؛ ماء يسمى بالدّبيب
وأنت جائزٌ بالصّحصحان،[61]
ومِنْ عَنْ يَميْنك ماءٌ يُقالُ لهُ الدُّحْرُض[62] - وفيه يقول عنترة: شربت بماء الدّحرضين فأصبحت -.
ثم تقطعُ
بَطْنَ قَوٍّ[63]
ثُم السَّمْرَاء[64]
وهو أرضُ سُهْبٍ ثُم تأخذُ فيْ الدَّهْنَاْء وهيَ هُنَاك مَسِيرَة يَوْم[65] - وتثني
من طريق زري وتأخذ على الشجرة وهي شجرة ذي الرمة التي مات تحتها وكتب فيها شعره -[66]
ثُم تخرجُ من الحِبالِ والشَّقَائِق[67]
إلى العَثَاْعِثِ[68]
وَهيَ السَّلاْسِلُ، وَأنتَ فيْ ذلكَ تأخذُ طَريقاً يُقالُ لها الخَلُّ؛ خَلُّ الرَّمْل،[69]
فَأوَّلُ مَاءٍ تَرِدُهُ مِن العَرَمَةِ مِنْ عَنْ يَسَارِك: قَلْتُ هِبَل[70]
- وهي تنكش وتعضب سريعاً - ومِنْ عَنْ
يميْنكَ قِلاتٌ يُقَالُ لهَا النَّظِيْمْ؛ نَظِيْمُ الجَفْنَة،[71] - ومن عن يمين ذلك على ميسرة الشباك؛ شباك العرمة
والغرابات - ثُمّ تَقْطَعُ العَرَمَةَ فَتَرِدُ
وَشِيْعَاً[72]
وهْوَ مِنْ مِيَاهِ العَرَمَة إلاّ أنّه مُفضي فيْ ناحيةِ القَاْع[73]
- وفيه يقول الرّاجز: كأنها إذ وردت وشيعاً خيطان نبع كتمت صدوعاً -ثُمَّ
تَسيرُ فيْ السَّهْباءِ،[74]
ثُمّ تَقْطعُ جُبَيْلاً قَريباً يُقَالُ لهُ أَنْقَدْ،[75]
ثم الرَّوْضَة،[76]
ثُمَّ تَرِدُ الخِضْرِمَة[77]
- جوّ الخضارم مدينة وقرى وسوق فيها بنو الأخيضر بن يوسف، وهي دار بني عدّي بن
حنيفة، ودار بني عامر بن حنيفة، ودار عجل بن لجيم، وديار هوذة بن علي السّحيمي
الحنفي - وَهيَ أوَّلُ اليَمَامَةِ مِنْ قَصْدِ
البَحْرَيْنْ.
فهذا إذا طريق (زري)، والذي اتضح لنا أنه
هو الطريق المعروف الآن بـ(درب مزاليج)؛ كما اتضح لنا أنّ (درب مِخيط) هو الطريق
الذي ذكره الحفصي، ولكنه لم يسمِّه، وكنا قد مرّ بنا ذكر الشاعر عرقل العكلي
للطريق المؤدي من هجر إلى رُماح وبعض المواضع التي تقع على جانبيه، وهذا كله يدل
على أنّ الطرق المعروفة حتى وقت قريب بين بلاد العارض (نجد) وبين بلاد البحرين
(الأحساء والقطيف) هي ذاتها الطرق القديمة التي كانت تربط بين القُطرين اللهم إلا
التغير الحادث في أسمائها فقط.
وبهذا أصل إلى ختام حديثي عن أهم الطرق
التي كانت تخرج من الأحساء والقطيف إلى بلاد العارض (نجد)، وأقول أهم الطرق لأنه
يوجد بضعة طرق أخرى، ولكنها ليست بأهمية هذه الطرق الأربعة أعني (درب
الكَنْهَرِيّ)، و(درب الجُوْدِيّ)، و(درب مِخْيَط)، و(درب مَزَاليْج)، وأما الطرق
الأخرى كـ(درب الضُّعَيني)، و(درب حُوِّجَان)، فهي طرق لا تُسلك بكثرة، وخصوصاً من
قبل قوافل الحج؛ إما لبعدها عن الأحساء والقطيف كما هو حال (درب حُوِّجان) الذي
يقع أقصى جنوب هذه الدروب الأربعة المذكورة، أو لأنّ بعضها سرعان ما يلتقي بأحد
الطرق الأربعة التي فصلتُ الحديث عنها، فتشترك معها في ما تبقّى من محطات طرقها
التي مرَّت بنا كما هو حال (درب الضُّعَيني) الذي يخرج من جُودة ويتجه نحو (مشاش
الضُّعَيني)، ثم عندما يقارب الدهناء ينعطف إلى (درب مِخْيَط).
وأما الآن، فقد عرفنا أنّ هذه الطرق أو
الدروب الرئيسة الأربعة كانت تصل إلى العارض (نجد) أو اليمامة كما في الزمن
القديم، وكنا قد عرفنا أيضاً أنّ طريقي (الكَنْهَري)، و(الجُوْديّ) منها كانا يوصلان
إلى رُماح شمال الرياض؛ في حين علمنا أنّ طريق (مِخْيَط) كان يوصل إلى واحة سُعد
شمال شرق الرياض، وأنّ طريق (مَزَاليْج) كان فرعاه يوصل أحدهما إلى حَجْر (الرياض)،
وهو فرع (أبو جفان)، والفرع الآخر يوصل إلى اليمامة أو الخَرج الآن وهو فرع (وسيع)،
وقد جاء الوقت الذي أذكر فيه الطرق التي كان يسلكها الحُجَّاج والمسافرون بعد أن
يصلوا إلى هذه المحطات الوَسَطيِّة في بلاد العارض لمواصلة رحلتهم إلى الحجاز،
والتي كانت في الواقع عبارة عن ثلاث طرق رئيسة؛ أحدها كان يخرج من رُماح، فيتجه
إلى شقراء، ثم يأخذ إلى عفيف وسجا إلى أنْ يصل ذات عرق، ثم إلى جبل النور، والآخر
كان يخرج من الأحيسي المعروف الآن بـ(الحيسية) بعد أن تصبَّ فيه عدة طرق تخرج إليه
من قرى حجر (الرياض)، وأما الطريق الثالث، فكان يخرج من الخَرْج التي تضم بقايا
مدينة جوّ أو جوّ الخضرمة التي كانت عاصمة (اليمامة) في الزمن القديم، وهنا تفصيل
لمحطات هذه الطرق الثلاثة مرتبة حسب وقوعها من الشمال إلى الجنوب مستقياً ذلك من
عدة مصادر أهمها رحلة الشيخ فرج العمران المطبوعة ضمن كتابه (ثمرات الإرشاد)
المتقدم، ورحلتي داؤود السعدي وسادلير المتقدمتين معنا، وكذلك العديد من الخرائط.
طريق رُمَاح
وكان هذا الطريق يمرُّ شمال الرياض، ولا
يدخل إليها، ولحسن الحظ، فقد حفظ لنا الشيخ فرج آل عُمران القطيفي (1321 – 1398هـ)
محطات هذا الطريق بالترتيب أثناء رحلته مع قافلة حج الأحساء والقطيف الأخيرة التي
كانت على الجِمال عام 1358هـ، وكانت الطريق التي ساروا عليها إلى الديار المقدسة هي
نفسها الطريق التي سار عليها أجدادهم القدماء منذ أمدٍ بعيد جداً.
وقد ذكر الشيخ العُمران في أرجوزته هذه 24
محطة استراحة ومبيت يمرُّ بها هذا الطريق منذ خروجه من (رُماح) إلى أنْ يصل إلى
جبل النور بمكة، وفي الجدول التالي بيان أسماء هذه المحطات وإحداثياتها والتعريف
بها، وهي على الترتيب كما يلي: [78]
اسم الموضع |
إحداثياته |
ملاحظات |
|||
خط الطول |
دائرة العرض |
||||
الرُّمحيّة |
58َ |
46ْ |
34َ |
25ْ |
منهل يقع غرب (رماح)
في (وادي الطوقي) عند ملتقى روافده، وكان بها ست آبار ماؤها عذب، وكانت حينها
للجبور من سبيع، وقد أصبحت الآن بلداً عامراً بها مرافق حكومية وإمارة ومدرسة، وتبعد
عن رماح نحواً من خمسة وعشرين كيلومتراً.[79] |
ضُبْعُ العَرَمَة |
25َ |
46ْ |
23َ |
25ْ |
ويُعرف أيضاً
باسم (ضُبْع الرُّمحية) البلدة المعروفة للغرب من رُماح؛ ذكره الشيخ عبد الله بن
خميس، فقال عنه: "جبيل يحمل لون الضبع وصفته؛ يقع قريباً من بلدة (الرمحية)؛ غرب بلدة (رُماح)، على عدوة وادي (الطوقي)، يرى هذا الضبع من
مكان بعيد باعتبار الأرض مكشوفة والضبع بارزاً".[80] وقد ذكر الشيخ
العمران أنّ الملك عبد العزيز آل سعود كان حالاً بالقرب من هذا الضبع، وهو يعني
روضة الخفس التي كانت من روضات الرياض المفضلة لديه للتربع فيها، فقال في
أرجوزته بعد أن ذكر نزولهم ضبع العرمة: وكانَ فيْ
جوَارِ ذلكَ المـَــحَلْ عبدُ العَزيزِ
مَلِكُ الحِجَازِ حَلْ |
الخفس |
15َ |
46ْ |
24َ |
25ْ |
أشهر رياض
العرمة؛ تقع شمال الرياض، وكانت متربع أهلها المفضل. |
الحِسْي |
05َ |
46ْ |
25َ |
25ْ |
ترجمها الشيخ
حمد الجاسر – رحمه الله – فقال: الحِسْيُ :- بكسر الحاء وإسكان السين - والعامة
تكسر السين[81]
- من قرى العُرَينات من سبيع في منطقة ثادق،
في إمارة الرياض.[82]
|
عَكّ |
47َ |
46ْ |
33َ |
25َ |
كذا كتبت في
الأرجوزة (عك) بفتح العين وتشديد الكاف، وفيها[83]
وعصر يومنا
الذي قد ذُكرا جئنا لموضع بعَكٍّ شُــــهرا ولا أرى أنها
(عَتَك) بالعين المفتوحة والتاء الساكنة، فهذا الموضع يقع في أقصى شمال العرمة
ولا يمر به هذا الطريق، ثم إن عكّ هذه ذكرت بعد الحسي وقبل القصب الآتية، والحسي
قد تجاوزت العتك بكثير للجنوب الغربي منه، ولم أجد في المعاجم الجغرافية
والخرائط موضعاً باسم عك يقع في تلك الجهة. |
القـََصَب |
30َ |
45ْ |
17َ |
25ْ |
من قرى شقراء تقع
للشرق منها، وللغرب من ثادق في منتصف المسافة بينهما.[84]
|
شَقْرَاء |
15َ |
45ْ |
14َ |
25ْ |
مدينة كبيرة؛
هي الآن قاعدة إقليم (الوشم)، وإحدى إمارات الرياض ، يتبع لها الكثير من القرى. |
نُفُوْذ السِّرّ |
22َ 24َ |
44ْ 46ْ |
80َ 73َ |
ْ24 27ْ |
هنا ذكر الشيخ
العُمران أنّ قافلتهم باتت في نفوذ السرّ، ولم يحدد اسم موضع بذاته، ونفوذ السرّ
موضع رمل كبير يقع بين الإحداثيات المذكورة له هنا، ومراد الشيخ أنهم باتوا في
موضع من هذه النفوذ بين شقراء وجبل غُرَّب الآتي. |
غُرَّب |
24َ |
44ْ |
50َ |
24ْ |
سلسلة أكمات
جبلية سوداء غير مرتفعة؛ تقع للشرق من هجرة عرجا الآتية، وللشمال من الدوادمي
بخمسين كيلومتراً تقريباً، ولها ذكر في الشعر العربي القديم وكتب البلدان.[85] |
العَرْجا |
18َ |
44ْ |
43َ |
24ْ |
موضع ماء قديم
ذكره الشعراء القدماء والبلدانيون، وهي اليوم بلدة عامرة تقع شمال الدوادمي بـ25
كيلومتراً تقريباً. |
شُعَيْب نَفْجَان |
47َ |
43ْ |
27َ |
24ْ |
نفجان: ماء مر
قديم؛ واقع في وادي الرّشا (التسرير) غرب النبوان؛ تابع لإمارة الدوادمي، يبعد
عن مدينة الدوادمي شمالاً لغرب خمسين كيلاً تقريباً.[86]
|
القَاعِيِّة[87] |
31َ |
43ْ |
18َ |
24ْ |
بلدة في منطقة
الدوادمي بإمارة الرياض، وكان ماءً قديماً يقع للشمال من جبل النضادية؛ تجتمع
فيه السيول، وفيه أحساء كثيرة.[88]
|
شِعْب
(الحَرَاميّة؟) |
11َ |
43ْ |
04َ |
24ْ |
قمت بوضع
علامات استفهام بعد اسم هذا الشِّعْب لأن الشيخ العُمران لم يذكره صراحة، ولكنه
ذكر نزولهم بشعب بين جبال النّير وعفيف[89]،
وذكر أنّ المرشدين والأدلاء الذين كانوا معهم لم يكونوا يعرفون له اسماً، وفي
هذه الناحية المحددة يوجد شعيب قديم جداً يُسمى بـ(شعيب الحرامية)؛ قال عنه في
معجم عالية نجد: "- كأنه مؤنث حرامي[90]
- ماء قديم، يقع غرب جبل النير، شرق جنوب بلدة عفيف على
بعد أربعين كيلاً منها تابع لإمارتها، وهو معروف بهذا الإسم قديماً؛ قال
الأصفهاني: الحرامية ماء لبني زنباع وهي بقبلة النير".[91] فيبدو أنّ
الشعب الذي نزل به ركب الحج الأحسائي / القطيفي هو الحرامية هذا، وربما بسبب
المعنى المتبادر إلى الذهن حالياً لاسمه المنفِّر ادعى أدلاء القافلة أنه ليس له
اسمٌ معروف لكي لا يشمئز الحجاج من اسمه، والله أعلم. |
عَفِيْف |
53َ |
42ْ |
54َ |
23ْ |
بلدة معروفة؛
ذات إمارة من إمارات الرياض؛ يتبعها موارد للبادية وقرى.[92] |
سِجَا |
45َ |
42ْ |
36َ |
23ْ |
جاء في معجم
عالية نجد عنه قوله: ماء قديم، بعيد القعر؛ صعب المنزع؛ لا يستقي الناس منه إلا
بالكدّ والمشقة؛ يقع في بيداء من الأرض على بعد أربعين كيلاً من عفيف غرباً.[93]
|
الدَّفِيْنَة |
59َ |
41ْ |
18َ |
23ْ |
ماء قديم كان
يمر به طريق الحجاج من نجد؛ غرب بلد عفيف، وهي معروفة بهذا الإسم قديماً، وتسمى
أيضاً الدَّثينة؛ قال ياقوت: كانت تسمى في الجاهلية الدفينة فتطيروا منها فسموها
الدثينة، ونقل صاحب بلاد العرب عن العامري أنه قال: نحن لا نقول إلا الدثينة،
ولا نقول الدفينة، وذكر صاحب كتاب المناسك أن الدثينة هي المنزل العشرون لحجاج
البصرة.[94] ملاحظة:
الدَّفينة هذه هي نقطة التقاء مشتركة لطريق حجاج البصرة القديم وطريق حجاج
البحرين (الأحساء والقطيف) كما نرى من أرجوزة الشيخ العُمران هنا، وكذلك فإنّ
الدفينة هذه هي التي يلتقي بها الطريقان القديمان الآخران الخارجان من اليمامة
إلى مكة، وهما الطريق المار بالغُزيز، والآخر المار بمراة كما سنرى عند الحديث
عنهما فيما بعد. |
قِبَه |
35َ |
41ْ |
44َ |
22ْ |
كذا كتبها
الشيخ العُمران: "قِبَه"، ومن الباحثين من كتبها (قِبَا) و(قِبَاء)
بالقصر والمدّ، وكلها وارد لهذا الموضع، وهو غير قباء المدينة. وقبَه: ماء
قديم عِدّ؛ يقع في ناحية حرة كشب
الشرقية، وهو ماء مشهور يمر به طريق حاج
العراق القديم؛ قال الهجري: "الخارج
من ضَريِّة يريد مكة، يشرب بالجديلة، ثم
فلجة، ثم الدثينة (الدفينة المتقدمة)،
ثم قباء، ثم مران، ثم وجرة، ثم ذات عرق،
ثم البستان، ثم مكة"،[95]
وقال صاحب بلاد العرب في ذكر مراحل طريق الحج العراقي: "ترد الدثينة (الدفينة)، وهي قرية في
طريق البصرة إلى مكة، فترد قاعا يقال له قاع الجنوب، ثم ترد قبا، ثم مَرَّان،
وهو ماء وقرية غناء كبيرة ونخل"، وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب: "قبا
عليه بهش ونخل وخراب، وهو لعامر بن ربيعة،[96]
ومَرَّان نخل وبهش وحصين وهو بين قبا والشبيكة زائغ في الحَرّة"[97]،
وقال صاحب كتاب المناسك: قبا في الحَرّة، ومن الدثينة إلى قبا سبعة وعشرون ميلاً،
وقال عرّام السُّلَمي: مران قرية غناء
كبيرة .. وهي على طريق البصرة .. ومن خلفه قرية يقال لها (قباء)؛ كبيرة عامرة ..
بها مزارع كثيرة على آبار .. وبحذائها جبل يقال له هكران.[98] وقد وصف يوسف
ياسين قبا والطريق إليها وصفاً دقيقاً في كتابه (الرحلة الملكية)، فقال: "وفي
الثامن عشر من أيام الرحلة (30 ربيع الثاني 1343هـ) جَهَمْنا من الدفينة وسرنا
في أرض ذات حجارة سوداء كبيرة، كانت تتعب الرواحل في سيرها وهي فسيحة تمشي فها
بانحدار، ولما جاءت الساعة الخامسة أنخنا بعد ان أعيانا التعب وكان مناخنا على
بعد أربع ساعات تقريباً من ماء (قبا) في مكان يسمى (شعب العيينة)، وقد بتنا في هذا الشعب.[99] وفي [ اليوم ]
التاسع عشر (واحد جمادى الأولى) جَهَمْنا من شعب العينية الساعة العاشرة فوصلنا
الساعة الثانية عند ماء قبا، بعد أن سرنا إليه في سهل فسيح ومشينا ارضاً ملحة
(سبخة)[100] والماء منه في آبار قريبة من سلسلة صخرية وأظنها لا تصلح للشرب،
لأننا لم نملأ منها، واسم هذا المكان العرف، وخرجنا من قبا لساعتنا ولم نقم فيه
إلا قليلا وعلونا إلى أرض ذات حجارة
سوداء وعرة المسالك سميت أرض (الحَرّة)".[101] أقول، ومن هذه
التحديدات الواضحة يتضح لنا أنّ (قبا) هذه هي ما يُعرف في وقتنا بـ(المُوَيْه
القديم)، فهو الذي تنطبق عليه كل الأوصاف السابقة تمام الانطباق، ولا سيما وصف
يوسف ياسين في رحلته الملكية، وقوله عن ماء قبا إنه بالقرب من سلسلة صخرية، فهو
ذاته قول عرّام السلمي عن هذا الماء إنه بحذاء جبل هكران، وبالفعل فإنّ آبار
المياه تقع إلى الشمال مباشرة من جبل هكران المعروف باسمه حتى الآن. |
مَرَّان |
21َ |
41ْ |
38َ |
22ْ |
مَرّان: ماء
قديم عِد من أطيب موارد العرب؛ مشهور بهذا الإسم قديماً وحديثاً، وقد أكثروا من
ذكره في أشعارهم؛ يقع في الناحية الجنوبية لحرّة كشب؛ وكان عامراً في قديم
الدهر، يدل على ذلك ما وجد فيه من آثار أفلاج عيون مندثرة، وأفواه آبار مطوية
مجصصة قد اندفنت، ويقال إنّ فيه قبر تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان والد القبيلة الشهيرة، ولا زالت مَرّان معروفة حتى هذا
الوقت، وقد أجاد وصفها الأستاذ يوسف ياسين في كتابه (الرحلة الملكية)؛ قال: "وفي [ اليوم ] الواحد والعشرين من الرحلة (3 جمادى الأولى 1343هـ)؛
صلّينا الصبح وسرنا من البادرية في أرض
الحرة، وبعد أن طلعت الشمس أشرفنا على آثار بيوت خربة في وادٍ مربع كثير الخضرة
وفيه نبات يسمونه الحلفا وأشجار تشبه النخيل يسمونها الدوم؛ أما المكان هذا فهو
مَرّان من أشهر الأماكن التي مررنا بها، وفيه آبار ماؤها عذب طيب، وفي شرق مران
سهل فسيح لا يدرك الطرف مداه، وفي غربه سلسلة جبال سميت لنا باسم كشب؛ أما قرية
مران التي كانت عامرة بأهلها فإنها اليوم لم يبق من آثارها إلا رسومها، والهواء
الطلق يخفق في جنباتها إن مر بها راحل تمتع بمنظرها الجميل وشرب من مائها - إذا حمي من الأوساخ - العذب السلسبيل، وإلا
فهي مهملة متروكة ليس فيها غير خفق الرياح، ولم نقم على مران إلا ريثما طعمنا
طعام الضحى وشربنا وملأنا قربنا، وخرجنا
من مران وقطعنا أرض الحرة" وقال الشيخ
محمد بن بليهد عن مرّان: "وموقعها في جبل كشب على طريق الحاج، وهو مشهور؛ منهل كثير الماء لو أجري على ظهر
الأرض لجرى، ولكن المحيط به من الأرض سبخة لا تصلح للزراعة، وبه آثار إلى هذا
اليوم وأصول نخل ودوم، ولم يبق به غير البوم".[102] |
نخل أبي جهل |
؟؟ |
؟؟ |
؟؟ |
؟؟ |
هكذا ذكر
الشيخ العمران في أرجوزته اسم هذا الموضع، وقد جاء فيها هنا قوله: ومنتهى يوم
الخميس وصلوا نخل أبي جـهـل وفـيه نــزلوا ولم أجد فيما
لدي من مصادر ذكراً لهذا النخل أو لموضع منسوب إلى أبي جهل، ولا ينبغي أن يذهب
الظنُّ إلى أنه قد يكون البستان القديم الشهير المعروف في طريق مكة، والمسمى
ببستان ابن عامر أو بستان ابن معمر، فهذا البستان يقع بالقرب من مكة بالقرب من وادي نخلة الشامية أو المعروف بالمضيق أو وادي الليمون الآن، وأما هذا
النخل المنسوب إلى أبي جهل، فهو بحسب توصيف الشيخ العمران وترتيب محطات مسير
قافلة حجهم يقع جنوب غرب مَرَّان المحدد موضعها للتو، وقبل دخولهم في سهل ركبة
الآتي، وقد يكون في هذه المنطقة المحصورة بين هذين الموضعين نخل كان يعرف بـ(نخل
أبي جهل). |
رُكبة |
43َ 52َ |
40ْ 41ْ |
41َ 06َ |
21ْ 22ْ |
وهو سهل ركبة؛
سهلٌ واسع يتصل بحرة كشب في الشمال، وتصب فيه أودية حضن من الجنوب، ويتصل بصحراء
السي من الشمال الغربي، وإذا خرج المسافر من عُشيْرة المكية متجها شرقاً فإنه يدخل
في سهل ركبة حتى يصل إلى المويه، وتتخلل هذا السهل مسارب أودية كثيرة تنبت السرح
والسمر، وهي مرابع جيدة ويضرب المثل بسمن الناقة المُرْبعة في ركبة.[103] |
بُسْيَان[104] |
04َ |
41ْ |
19َ |
22ْ |
جبل أسود شمال
شرقي عشيرة؛ يمتد على مسافة خمسة وعشرين ميلاً من (مَرَّان) غرباً، وهو جبل ليس
بالكبير متطامن، يبرزه للعيان من بعد انفراده في منبسط من الأرض فيبدو كبيراً في
رأي العين، وكان بقربه للغرب منه بركة كبيرة يجتمع فيها ماء المطر تسمى بركة
الخرابة.[105]
|
المسلخ |
43َ |
40ْ |
َ10 |
ْ22 |
كذا ذكره
الشيخ بالخاء المعجمة، وذلك بقوله: وفي أواخر
النهار نوَّخوا في أوّل العَقِيْق وهو المسلخُ فهو هنا يذكر
أنّ ما سَمّاه بالمسلخ بالخاء المعجمة يقع في أول العَقيق عقيق عُشَيْرة، وما
ذكره الشيخ العُمران مطابق لما ورد في كتب فقهية قديمة جداً تعود للقرنين الثالث
والرابع الهجريين أجمعت على أنّ العقيق المعروف الآن بـ(عقيق عُشيْرة) أوله
(المسلخ)، ووسطه (غَمرة)، وآخره (ذات عرق).[106] ولكن المعروف
حتى وقت قريب في هذا العَقيق هو قرية اسمها المِسْلَح بالحاء المهملة المكسورة
وليس بالخاء، فلا أعرف صحة تسمية هذا الموضع؛ ولاسيما أنّ التحريف هنا غير وارد
عند الشيخ العُمران لأنّ الاسم ورد في رويّ قافية بحرف الخاء. والـمِسْلَح
بالحاء: قرية عامرة في وادي عقيق عُشَيرة في أسفله؛ يطؤها الطريق من عشيرة إلى
مهد الذهب، وتقع هذه القرية شمال بركة زبيدة بحوالي (60) كيلومتراً فيها مقاه
ومحطات بيع محروقات.[107] وفي (كتاب
المناسك) للحربي: "وكان الحاج ينزلون البعث، يسلكون أسفل المسلح بينه وبين مطلع الشمس". وعَقيق
عُشَيرة الذي يقع ضمنه المسلح عرّفه عاتق بن غيث البلادي بأنه وادٍ ضخمٌ من
أودية الحجاز الشرقية يأخذ مياهه من شمال الطائف ثم يتجه مشملا حتى يصبُّ في قاع
حاذة جنوب مهد الذهب، وهو قليل المياه قليل الزراعة وجل ما فيه من المناهل هي:
عشيرة، والمحدثة، والمسلح، ويبلغ طوله قرابة (140) كيلاً.[108] ومن كل ما
ذكر، ومن تراتبية سير قافلة الشيخ العُمران، فإنّ المسلخ التي ذكرها تنطبق
أوصافها على ما يُسمى بـ(البركة) أو (بركة العَقيق) لأنّ الشيخ والقافلة التي
معه كانوا قاصدين ذات عرق كما سنرى في المحطة التالية، ولأنّ المحطة التي تسبق
المسلخ حسب سير قافلتهم هي بُسيان المتقدمة، فإنّ الموضع الذي يقع بين هاتين
المحطتين في منتصف المسافة بينهما هي بركة العقيق، وهي أيضاً قريبة جداً من
المسلح، فهذه البركة إما أن تكون المسلح أو المسلخ كما ذكر الشيخ العُمران،
والأمر لا زال في حاجة إلى مزيد بحث، وفوق كل ذي علم عليم. |
ذات عرق |
16َ |
40ْ |
57َ |
21ْ |
تقع ذات عِرق
– ميقات أهل المشرق القديم – الآن في وادي الضُّرَيْبة الذي يمتد بين خطي طول: 00ً
َ09 40ْ و ً00 َ24 40ْ شرقا ودائرتي العرض: 30ً 54َ ْ21 و 20ً
َ58 21ْ شمالاً؛ يقطعه درب
المنقى، ولم يعد هذا الاسم مستعملاً الآن بعكسه في القديم حيث ملأ اسمه كتب
الفقه الإسلامي في باب تحديد مواقيت الإحرام. |
وادي الليمون[109] |
10َ |
40ْ |
41َ |
21ْ |
ويُسمى أيضا
وادي المَضيْق نسبة إلى عين تحمل الاسم نفسه؛ كانت تُسمّى في الزمن القديم
بـ(البَرَدان) ثم صارت تُعرف بعين (المضيق) لأنها تقع في مضيق وادٍ عند ملتقى
جبلين، وهذا الوادي هو الوادي المعروف في كتب البلدانيين وطرق الحج القديم
بـ(نخلة الشامية). |
بُرود |
08َ |
40ْ |
40َ |
21ْ |
أغلب الظنّ
أنّ البرود هذا هو الموضع الذي كان يُسمى البردان، فإما أنّ الشيخ العُمران كتبه
هكذا لضرورة الوزن، أو أنّه كان يُعرف بهذا الاسم في عصره. والبردان قال
عنه ياقوت: "عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة، وبها عينان: البردان وتنضب؛
قال نصر: البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة". وقد ظلت
البَرَدان معروفة بهذا الاسم حتى القرن التاسع، فقد ذكر الفاسي في (العقد
الثمين) في ترجمة أبي بكر محمد الدّروي: "وتردد إلى وادي
نخلة واشترى فيه في البردان مكاناً، وعمر فيه داراً بالموضع المعروف بالتنضب". والتنضب هذه
لا زالات معروفة حتى الآن، وتقع بمحافظة الجموم على خط الطول: 05ً 48َ 39ْ
ودائرة العرض: 50ً َ44 21ْ، وأحداثيات البردان تجعله يقع بين وادي الليمون
(المضيق) المتقدم وجبل النور الآتي. |
جبل النور |
52َ |
39ْ |
27َ |
21ْ |
وهو الجبل
الذي يقع فيه غار حراء مكان تعبّد سيّد الخلق محمد بن عبد الله - صلى الله عليه
وآله وسلم – قبل البعثة، وهو مشهور معروف، وبوصول القافلة إلى هذا الجبل تكون قد
دخلت حرم مكة. |
تلك كانت محطات الطريق القديم الخارج من
رُماح في بلاد العارض إلى مكة حسب ما وردت في أرجوزة الشيخ فرج
العُمران، وهو درب رماح.
الصور والخرائط:
[1] نشر جزءٌ من
هذا البحث في العدد الأول من مجلة بكة التي أصدرتها المجموعة السعودية للأبحاث
والتسويق في حزيران 2010م، وقد أضفت إليه هنا وأعدت ترتيب بعض فصوله.
[2] يتحدث الحر العاملي
أحد كبار مراجع الشيعة في كتابه الفوائد الرضوية أنه في عام 1087 للهجرة قطع
الأعراب قافلة حجاج للعجم في طريق لَحْسَا (الأحساء) بعد رجوعهم من الحج، وذكر أنه
فُقد منهم خلق كثير، ومنهم أخوه الأصغر الشيخ علي في حين نجا أخوه الأكبر الشيخ
محمد لأنه ذهب عن طريق البحر إلى البحرين. (حسين بن أحمد بن الحسن: الحر العاملي موسوعة
الحديث والفقه والأدب؛ ط. دار الملاك؛ الصفحة 198).
ومن آخر هذه القطوعات هو ما قام به أحد زعماء قبيلة
العجمان، وهو فلاح بن حثلين حيث هجم عام 1261 للهجرة على قافلة كبيرة كانت تضم
حجاج القطيف والأحساء وجزيرة البحرين وكان معهم الكثير من العجم.
(عثمان بن عبد الله بن بشر: عنوان المجد في تاريخ
نجد؛ ج2: 233).
[3] راشد بن عساكر: قوافل الحج
المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية (الرياض: دار درة التاج للنشر والتوزيع
2005م) الصفحة 19.
[4] انظر:
· عثمان بن عبد الله بن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد ج2: 233.
· راشد بن عساكر: قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية (الرياض:
دار درة التاج للنشر والتوزيع 2005م) الصفحات 16 - 17.
[5] ابن بشر: عنوان المجد في
تاريخ نجد ج2: 233.
[6] من المعروف أنّ طرق الحج
من القطيف والأحساء أو ما كان يُعرف في السابق بإقليم البحرين هي نفسها طرق
التجارة التي كان يسلكها تجار هذا الإقليم حتى قبل مجيء الإسلام لأنه عرف عن تجار
هجر أنهم كانوا يرحلون إلى شتى مدن المعمورة للتجارة، ومن ضمن المدن التي وصل
إليها تجار هجر مكة المكرمة حيث ورد في بعض كتب التاريخ العربي وصول تجار من قبيلة
عبد القيس سكان هجر والخط (القطيف) إلى مكة (ابن عبد البر: الاستيعاب ج2: 680)؛
كما يدل على ذلك حضورهم إلى سوق عكاظ قرب الطائف كما هو معروف في كتب الأمثال عن
شيخ مهو العبدي من بني جذيمة سكان القطيف، وكذلك حوثرة العبدي الجذمي أيضاً، ولكن
نظراً لأنّ أداء فريضة الحج بعد مجيء الإسلام كانت هي الأهم بالنسبة للسكان لكونها
فرض عين عليهم، فقد صارت تلك الطرق التجارية القديمة تعرف بدروب الحج وليس
التجارة، والتي لم تتوقف بطبيعة الحال على تلك الطرق ذاتها.
[7] لقد ابتُلي سكان إقليم
البحرين منذ قديم الزمان بغارات القبائل المحدقة بهم في براريهم، وهو أمرٌ يعود
إلى ما قبل الإسلام، حيث كان سكان هذا الإقليم على موعد دائماً بقبيلة أو عدة
قبائل تحتل براريه الخصبة من وسط الجزيرة العربية، وتقوم بمهاجمة المسافرين برّاً
من مدن هذا الإقليم الكبرى كالأحساء والقطيف، وقد روى أصحاب الحديث أنّ وفد عبد
القيس سكان هذا الإقليم منذ نهاية القرن الثالث الميلادي قالوا للرسول r في
العقد الأول من القرن الأول الهجري: "يا رسول الله انا هذا الحي من ربيعة وقد
حالت بيننا وبينك كفارُ مضر فلسنا نخلص إليك الا في شهر حرام" (البخاري: صحيح
البخاري؛ بيروت: دار الفكر 1981م؛ ج5: 116)، ويطفح شرح ديوان الأمير علي بن مقرَّب
العُيوني العبدي بذكر الكثير من الهجومات التي كانت تقوم بها قبائل وبطون عُقيل
المضرية - التي هيمنت على براري البحرين خلفاً لقبائل وبطون تميم - على واحتي
الأحساء والقطيف؛ كما يذكر شارح ديوان أبي البحر جعفر بن محمد الخطي أنّ ركباً خرج
من القطيف في بدايات القرن الحادي عشر الهجري يريد الأحساء، فخرج عليهم من سماهم
بـ(قوم من الأعراب)، وعاثوا فيهم نهباً وسلباً وقتلاً (ديوان أبي البحر جعفر
الخطي؛ تحقيق أنيسة المنصور وعبد الجليل العريّض؛ الكويت: مؤسسة جائزة البابطين
2002م؛ الصفحة 252)، ولم يتغير هذا الحال كثيراً حتى أواسط القرن الرابع عشر
الهجري، فقد ذكر ابن بشر في تاريخه أنّ فلاح بن حثلين زعيم العجمان هجم مع قسم من
قبيلته وقبيلة سُبيْع على قافلة حج كبيرة تضم أهل الأحساء والقطيف والبحرين،
فشعثوا أكثر من نصفها. انظر (ابن بشر: تاريخ نجد؛ الرياض 1983م؛ ج2: 233).
[8] يذكر سادلير
في رحلته أنّه حتى مشايخ قبيلة بني خالد الذين كانوا هم المسيطرين على المنطقة قبل
مجيء العجمان كانوا يخشون المرور في الطريق الذي تقع عليه مضارب هؤلاء الأخيرين،
وكان ذلك مما تسبب في إطالة أيام رحلته القصيرة بين القطيف والأحساء؛ انظر:
CAPTAIN FORSTER SADLIER: DIARY of JOURNEY ACROSS ARABIA FROM EL
KHATIF IN THE PERSIAN GULF, TO YAMBO IN THE RED SEA, DURING THE YEAR 1819
PRINTED AT THE EDUCATION SOCIETY’S PRESS, BYCULLA. 1866. P. 38.
[9] بتصرف عن:
فرج بن الحسن بن أحمد آل عمران القطيفي: ثمرات الإرشاد (النجف الأشرف: المبطبعة
الحيدرية 1953م)؛ الصفحة 2 هامش (2).
ونظراً لتكرار الرجوع إلى هذا المصدر كثيراً في هذا
البحث، فسوف أكتفي بالإشارة إلى مؤلفه باسم (العمران)، وإليه باسم (ثمرات الإرشاد)
فقط.
[10] بالإضافة ‘إلى ما استقيته
عن كبار السن من سكان القطيف حول هذا الطريق، فقد ذكر المواضع الثلاثة الأولى لويس
بلي (رحلة إلى الرياض؛ ترجمة وتحقيق عبد الرحمن عبد الله الشيخ وعويضة بن متيريك
الجهني؛ الرياض: جامعة الملك سعود 1411هـ؛ الصفحة 136)، وذلك ضمن محطات الطريق إلى
الكويت، وهو نفسه المؤدي إلى طريق الكنهري؛ كما ذكر المواضع الثلاثة الأخيرة
لوريمر (دليل الخليج؛ ج2: 853)، وقد بدأ لوريمر من حيث انتهى بلي.
[11] هكذا
ذكر الشيخ رحمه الله اسم عين هذا الموضع، وقد أخبرني بعض القطيفيين أن هذه العين
تُدْعى الحُنَيْطة، وأما الخنيسفانية فهي كانت تقع للشرق من البدراني قرب حافة
نخيل واحة القطيف.
[12] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 2 هامش (2).
ويلاحظ أنه سمّاه
البذراني بالذال المعجمة، والمعروف في تسميته البدراني بالدال غير المعجمة.
[13] القلقشندي: صبح الأعشى ج7:
370 – 371.
[14] انظر: دفتر
الطابو رقم 282 للعام 959هـ (قانون نامه لواء القطيف).
[15] محمد بن أحمد
الأزهري: تهذيب اللغة؛ تحقيق عبد الله درديس (القاهرة: الدار المصرية للتأليف
والترجمة دت) ج5: 169.
[16] لم يذكره بلي
ولا لوريمر من ضمن محطات هذا الطريق، ولكنني أضفته عن بعض أهل المنطقة، وهو لا بد
له من أن يتقاطع مع طريق الكنهري للقادمين من واحة القطيف إضافة إلى كونه مورد ماء
عدّ قديم كما راينا في التعريف به.
[17] انظر:
Captain G. Forster Sadlier,: Diary of a journey across Arabia
from el katif in Persian gulf, to yambo in the red sea, P. 32 – 42.
والجدير بالذكر هنا أن سادلير كان متجهاً إلى
الأحساء، وكان يوجد طريق من القطيف إليها أقرب بكثير من هذا الطريق، وهو الطريق
الذي ذكره لوريمر، والذي يمر عبر المحطات التالية: (القطيف – الآجام – جيعوى؟ -
زغيل؟ - أبو الحياة – أبو الحمام – غويج – كنزان – الكلابية – الهفوف)، ولكن
الأدلاء من البدو الذين استأجرهم سادلير، وهم من بني خالد من أتباع الشيخين محمد
وماجد ابني عريعر طمعوا في أخذ أكبر قدر من أمواله – كما ذكر هو نفسه في أكثر من
موضع من رحلته – وذلك بأن أخذوه على هذا الطريق الطويل جداً لإرهاقه، ولكي يثبتوا
له أنهم يستحقون ما طالبوه به من أموال لقاء تأمينهم له هذا السفر الطويل.
[18] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 3 هامش (5).
[19] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 3.
[20] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 5.
[21] لأنه يوجد
أكثر من درب في الأحساء يمكن للحجاج أن يسلكوه كما سبق وذكرت في بداية البحث، وسوف
أذكر محطات بعضها لاحقاً.
[22] ج. ج.
لوريمر: دليل الخليج/ القسم الجغرافي؛ ج2: 853.
[23] انظر:
S. M. ZWEMER: Arabia The Cradle of Islam, Fleming H. Revell
Company 1900, p. 118
[24] نقا المحارف
هذا كثيب رملي عالٍ يقع غرب الجزء الجنوبي من الساحل الغربي لدوحة ظلوم، وهي التي
سماها لوريمر دوحة رحّوم، والواقع هو أنّ هاتين الدوحتين متجاورتين، ولهذا يطلق
اسم إحداهما على الأخرى، وأما الآن، فقد صار يُطلق على كلي الدوحتين مُسمى (شاطئ
نصف القمر).
[25] عبد الخالق
بن عبدالجليل الجنبي: قرى القطيف في قانون نامه لواء القطيف عام 959هـ (مجلة
الساحل؛ العدد السابع؛ السنة الثانية؛ صيف 2008م).
[26] حمد الجاسر: المعجم
الجغرافي للبلاد العربية السعودية / قسم المنطقة الشرقية [ معقلة ].
[27] حمد الجاسر: المعجم الجغرافي
للبلاد العربية السعودية / قسم المنطقة الشرقية [ درب الكنهري ].
[28] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 7.
[29] العمران:
ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 8.
[30] عبد
الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع؛
تحقيق مصطفى السقا (بيروت: عالم الكتب 1983م)؛ ج1: 88.
[31] خير الدين
الزركلي: الأعلام؛ (بيروت: دار العلم للملايين 1980م) ج2: 308.
[32] ياقوت
بن عبد الله الحموي: معجم البلدان (بيروت: دار إحياء التراث العربي 1979م)؛ ج3:
67، وج5: 283.
[33] الستار الأغر
هو أحد الستارين اللذين ذكرهما الأزهري في كتابه تهذيب اللغة والآخر الجابري، ولكن
يبدو أنّه قد وقع تحريف لكلمة (الأغر)، فكتبت في المطبوع من هذا الكتاب (الأغبر)،
وقد يكون التحريف من النساخ لأنّ صاحب بلاد العرب الذي هو أقدم من الأزهري ذكر هذا
الستار باسم (بطن غرّ) كما يبدو من تحديده له، وهذا يعني أنه قد تحوّل اسمه في عصر
الأزهري إلى الستار الأغر لأنّ لفظتي (الغرّ) و(الأغرّ) لهما المعنى ذاته.
[34] ياقوت
بن عبد الله الحموي: معجم البلدان (بيروت: دار إحياء التراث العربي 1979م)؛ ج3:
67.
[35] لويس بلي:
رحلة إلى الرياض؛ ترجمة وتحقيق عبد الرحمن عبد الله الشيخ وعويضة بن متيريك الجهني
(الرياض: جامعة الملك سعود 1411هـ)؛ الصفحة 134.
[36] عبد الله بن
خميس: معجم اليمامة ...
[37] كذا ورد اسمه
حمل بالميم في وسطه، وفي موضعين من معجم البلدان لياقوت في رسمي (المعا)،
و(هريرة)، وقد يكون الحبل المعروف الآن باسم (نقا دَلِيْل) الذي ذكره مؤرخ اليمامة
عبد الله بن خميس – رحمه الله – في رسم (سُعد) من معجم اليمامة، فقال: "وهو
مقابل لنقى (دَلِيْل) النقى المشهور من أنقية الدهناء، ولهذا يقولون في المثل: (يا
قرب سعد من دليل)".
[38] كتبت:
"جبالها" في الموضعين، والدهناء لا جبال فيها بالمعنى المتعارف، وإنما
صحة اللفظ: "حبالها"، ودائماً ما تتصحف لفظة (حبل) إلى (جبل) و(حبال)
إلى (جبال) في كتابات القدماء، وخصوصاً عندما كانت النقطة لم تبتكر بعد في
الكتابات العربية القديمة، وحبال الدهناء جمع حبل، وهو كل مجموعة كبيرة من الكثبان
الرملية العالية المتصلة يفصل بينها وبين كل مجموعة تالية أو لاحقة لها شقيقة أي
فرجة بين الرمال تنبت العشب والشجر، ويروى أنّ حبال الدهناء هي سبعة أحبل (ابن
منظور: لسان العرب؛ ط. قم 1405هـ؛ ج10: 184) والواقع أنها أكثر من ذلك إلا إذا كان
المقصود هو الكبرى منها، فمن حبال الدهناء القديمة: (قَسَا – العَزَّاف – حُزوى –
الأشيمان – خشاخش – الحماطان – السرسر – الخلصاء - شارع - الحاضر - مُعَبَّر)،
وهذه الحبال تُسمى الآن عُروق جمع عِرق، وقد تغيرت أسماؤها القديمة، وصارت تضاف
إلى أشخاص أو أسماء صفات مثل: (عرق جهام – عرق السرو – عرق العمر – عرق المظهور –
عرق الأبيتر .. الخ).
[39] كما نرى من
هذا الوصف، فإن هريرة هي آخر الدهناء أي أنّها تلامس الصُّمان، وما دامت من
الدهناء، فهي موضع رملي أو حبل صغير من الرّمل، وآخر الدهناء في دَرب مِخْيَط هو
حبل رملي قصير يدعى الآن عُرَيْق القُرْضِي، وهو من محطات هذا الطريق كما رأينا،
فإذا صح القول إن هذا الدرب هو هذا الطريق الذي وصفه الحفصي، فإنّ هريرة هو عُريق
القُرْضي.
[40] حسب محطات
هذا الطريق، فإن واحف كما نرى يستقبل هذا الطريق عند خروجه من الدهناء مباشرة،
وطريق مِخْيَط عندما يخرج من الدهناء، فإن أول ما يستقبله فلاة تُسمى الآن
الملسونية (فيلبي: قلب الجزيرة العربية؛ ج1: 99)، فهل تكون هي واحف؟ أنا لا أستبعد
ذلك، والأقرب أنها هي واحف تغير اسمه بمرور الزمن إلى الملسونية، ويؤيد ذلك وقوعها
جنوب الصلب مباشرة، ولطالما ذكر ذو الرمّة واحفاً مقروناً مع الصُّلب، وكذلك فعل
ابن المقرَّب حيث قال عن أحد الجمال:
رَعَىْ وَاْحِفاً
فالصُّلْبَ مِنْ أحْبُلِ الغَضَاْ |
|
|
|
بحَيْثُ اسْتَهَلَّتْ
كُلُّ وَطْفَاْءَ رَاْمِكِ |
|
[41] وأيضاً فإنه
عند تجاوز طريق مِخْيَط للملسونية في أول الصُّمّان، فأول ما ايستقبله بعدها موضع
يسمى الآن المَعْنُوْنَة، وهو لفظ قريب من المعا، فلعلها هي المعا لتقارب اللفظين،
ويرجح ذلك أيضاً أنّ المعنونة هذه تقع جنوب الصُّلب مباشرة وشرق الملسونية التي
رجحت أنها هي واحف، ولطالما ذكر ذو الرمة هذه المواضع الثلاثة في شعره بما يشعر
أنها متجاورة كقوله:
تُرَاقبُ بينَ الصُّلْبِ منْ جَانبِ المَعَا |
|
|
|
مَعَا وَاْحِفٍ شمساً، بَطِيئَاً نُزُوْلُها |
|
[42] عبد الله بن
خميس: معجم اليمامة؛ ج1: 437.
[43] عبد الله بن خميس: معجم اليمامة؛ ج1: 437.
[44] يمكن الرجوع إلى وصف
الطريق المذكور في المصادر الآتية:
· سانت جون فيلبي: قلب الجزيرة
العربية؛ تعريب صلاح علي محجوب (الرياض: مكتبة العبيكان 2002م) ج1: 87 – 117.
· راشد بن عساكر: قوافل الحج المارة
بالعارض من خلال وثيقة عثمانية (الرياض: دار درة التاج للنشر والتوزيع 2005م)
الصفحات 46 – 51.
· حمد الجاسر: معجم البلاد
العربية السعودية / قسم المنطقة الشرقية (انظر رسمي درب الكنهري ودرب الجودي).
[45] راشد بن
عساكر: قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية (الرياض: دار درة التاج
للنشر والتوزيع 2005م)؛ الصفحة 46.
[46] باختصار عن عبد الله بن
خميس: معجم اليمامة؛ رسمه.
[47] عبد الله بن
خميس: معجم اليمامة؛ رسم (العقلة).
[48] عبد الله بن خميس: معجم
اليمامة؛ رسمه.
[49] يغفل الكثير
من الكتاب المعاصرين وضع علامات الترقيم الخاص بالكتابة كنقاط انتهاء الجملة،
والفواصل المنقوطة وغير المنقوطة، وعلامات التعجب والاستفهام، والشرطات، ونقطتي التنصيص
.. الخ، مع أهميتها الكبيرة في توضيح هدف صاحب النصّ ومعرفة مراده بسهولة ويسر.
[50] الحسن
بن أحمد الهمداني: صفة جزيرة العرب؛ (ليدن: مطبعة بريل 1891م).
[51] الخرشيم:
لفظة تعني الصلابة، وقال ابن دريد: "جبل خرشيم: صليب"؛ ذكر ذلك عنه ابن
سيده في المخصص؛ في صفة ما دون الجبال من الأرض المرتفعة (ابن سيده: المخصص؛ ط.
دار إحياء التراث العربي – بيروت دت؛ ج3 ق1 السفر العاشر الصفحة 79) مما يعني أنه
جبل صلب غير عالٍ، وهو وصف صحيح، وبالفعل فإن السائر في هذا طريق عند خروجه من آخر
واحة الأحساء الجنوبية، وبعد مسافة 18 ميلاً، فإنّ أول علم جغرافي يقابله على هذا
الطريق هو جبل صلب دعاه فيلبي باسم العثمانية أثناء رحلته من الأحساء إلى الرياض
عام 1918م، وذكر أنه يقع في طرف تلال الغوار؛ كما ذكر أنّ درب مزاليج الذي كانوا
مسافرين عليه يتجه نحو هذا الجبل في أرض صلبة ووعرة (فيلبي: قلب الجزيرة العربية؛
ط. مكتبة العبيكان؛ الرياض 2002م؛ ج1: 88)، ولكن تشيزمان أطلق على هذا الجبل ذاته
اسم (جبل غوار) بعد خمس سنوات من رحلة فيلبي إليه، وذلك أثناء رحلته إلى الأحساء
عام 1923م، وهذا قد يدل على أنّ الأدلاء كانوا غير متفقين على اسم هذا الجبل،
فسماه أدلاء فيلبي (جبل العثمانية) في حين سماه أدلاء تشيزمان (جبل الغوار)، ولذلك
فإنني أرى أنه لا مانع من أن يكون اسمه القديم هو خرشيم الوارد عند الهمداني ضمن
محطات طريق زري.
والجدير بالذكر أنّ خرشيم الأحساء هذا هو غير خريشيم
– بالتصغير – والذي هو عبارة عن دحل في الصُّمان حدده صاحب كتاب (بلاد العرب) عند
ذكره لمحطات الطريق بين اليمامة والبصرة.
[52] من الواضح
أنّ هذا الاستطراد بين الشرطتين هو حشو في غير محله، وحذفه لا يضر بالنصّ، ثم إنه
لا صلة له بخرشيم الجبل، فالحفران والسلحان هما من مياه العَرَمة كما في النصّ،
وكذلك هاتان الرمّانتان، فهما غير رمانتي المنطقة اللتين تقدم الحديث عنهما في درب
الجودي؛ بل هما الرمانتان اللتان في اليمامة، واللتان ذكرهما الشاعر عبدة بن
الطبيب التميمي في شعر له ذكر فيه معهما ذا الرضم وأوعال والعتك، وهي كلها من
العَرَمة، والعَرَمة غرب الدهناء وليس شرقها؛ كما إنّ السّلحين حددهما الأستاذ عبد
الله بن خميس في العرمة في رسم (سلح) (انظر: عبد الله بن محمد بن خميس: معجم
اليمامة 1978م؛ ج2: 26 وما بعدها).
[53] لا أعرف
موضعاً بهذا الاسم الآن قرب الأحساء، وبعد جبل العثمانية أو الغوار المذكور قبله،
والذي يأتي بعد هذا الجبل على هذا الدرب هو جرفٌ حاد يُسمى (غار الشيوخ)، وهو
المذكور ضمن محطات طريق مزاليج هذا، وربما كان هو الحابسية في السابق لأنّ مسمى
(غار الشيوخ) هو مسمى حديث أطلق عليه أثناء قيام الدولة السعودية (انظر فيلبي: قلب
الجزيرة العربية؛ ج1: 88 – 89).
[54] كذا ضبطت
بالشكل في طبعة ليدن لكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني، وهي مأخوذة من الزَّلق، وفي
لسان العرب مادة (زلق): "وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق:
لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلَّاقة؛ ومنه قوله تعالى : (فتُصْبِحَ صَعيداً
زَلَقاً)؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش :
لا يثبت عليها القدمان".
وقد وصف فيلبي طريق مزاليج عندما يبدأ دخول الصُّمان
بأنه في بعض مواضعه عبارة عن قفار صقيلة ناعمة مسطحة كالبحر، وفي مواضع أخرى تكون
منحدرة ومتموجة (فيلبي: قلب جزيرة العرب؛ ج1: 87 – 88)، ولكنه لم يعطِ أيَّ اسم
لهذا الموضع، ولعل هذا الجزء الذي وصفه بهذه الصورة هو مزلقة هذه التي ذكرها
الهمداني ضمن محطات (طريق زري).
نعم دائماً ما يقلب أهالي المنطقة حرف القاف في بعض
الأسماء إلى جيم؛ كقولهم (جاسم)، و(جلّة)، و(جِدْر) بدلاً من (قاسم)، و(قلة)،
و(قِدْر)، ومن يدري فربما كانوا ينطقون (مزلقة) هذه (مزلجة)، وهو أمرٌ مألوف من
القدم، فهم يقولون (مزلاق) و(مزلاج) لما يُقفل به الأبواب لأنه ينزلق داخلها، ففي
لسان العرب مادة (زلق): "والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه".
وإنني إذ أطلت في هذا، فإنما أحببت أن أوضح أنه ربما
كانت مزلقة هذه التي ذكرها الهمداني ضمن محطات هذا الطريق صار أهالي المنطقة بعد
ذلك ينطقونها (مزلجة) جرياً على عادتهم أو كانوا ينطقونها (مزلقة) حتى على وقت
الهمداني، ولكن مع نطق القاف منها مثلما ينطق اليمنيون والمصريون حرف الجيم كما
تقدم في (مزاليج) و(مزاليق)، وبالتالي فإنه لا مناص من القول إنّه قد يكون
لـ(مزلقة) هذه علاقة ما بهذا الدرب الذي يُدعى (مزاليج)، وأنه ربما أخذ اسمه بعد
ذلك منها، فصار يُعرف بـ(درب مزاليق) أو (درب مزاليج) بعد أن كان يُعرف في السابق
باسم (درب زري)، أو (طريق زري)، وقد سبق أن ذكرت ورود اسمه (مزاليج)، و(مزاليق)
بنطق القاف كالجيم المصرية في قصائد شعرية نبطية حديثة.
وأما ما ذكره الأستاذان الفاضلان الشيخ الجاسر وعبد
الله بن خميس من أنّ مزاليج موضع داخل الدهناء، فلا تناقض في ذلك لأن هذا الموضع
ربما يكون قد سُمِّي باسم الدرب الذي يمر به وليس العكس حتى ولو كانت التسمية
قديمة، والمعروف أن الاسم كان يُطلق في الدهناء على كثبان من الرمل متكاتفة
يخترقها هذا الطريق - كما ذكر ابن خميس – وليس على موضع.
[55] لم أعرف هذا
الموضع في تلك الجهات، ولعله مما اندثر أو تغير اسمه، ومن تسلسل المحطات المذكورة
قبله، والتي سوف تذكر بعده يبدو أنّ الموارد هذا كان يقع ضمن أراضي النعلة التي
تسمى الآن بـ(نعلة الفَرُوق).
[56] جعلهما
فروقين، وهذا صحيح، وهو تقسيم قديم، فقد ورد في شعر جرير قوله عنهما:
وعبسٍ وهم يوم الفَرُوْقين طرَّقوا
بأسيافهم قُدموس رأس صلادم
وأحدهما هو الفَروق الشرقي، ويطلق عليه اسم (نعلة
الفَروق)، ويقول لوريمر عنها: "ويوازي امتدادها للشمال والجنوب اتجاه وادي
الفروق"، والفَروق الغربي وهو وادي الفَرُوق كما هو واضح في كلام لوريمر هذا،
وقد تقدم الكلام عن الفَرُوق عند ذكر محطات هذا الدرب (درب مزاليج) قبل وصوله إلى
الدهناء.
[57] لا أعرف الآن
في تلك الجهات الخوار ولا الثلع، ويرى أستاذنا الجاسر أنّ (الثلع) قد تكون تحرفت
عن (الثلم)، ويتضح من سياق النص أنّ الخوار هذا يقع مباشرة بعد وادي الفروق
ملاصقاً له من الغرب، والملاصق لوادي الفروق من الغرب الآن هو أرض تُسمّى
(الشِّعْب)، فهل (الثلع) محرفة عنها؟ ربما.
[58] وهو غير
معروف بهذا الاسم أيضاً، ولكن يبدو من مسار الطريق أنه ما يُعرف الآن باسم
(دِكَاْكَةُ العَلَنْدَاْء)، فهي التي تلي الشِّعب مباشرة من الغرب، وقد تقدم
ترجيح كون (الشِّعْب) هو (خوار الثلع) المذكور ضمن معالم (طريق زري) هذا، والدكاكة
والعلنداء تعني لغة كل ما غلظ من الأرض، وكذلك الصليب، فيبدو أنه هيه، ويعضد ذلك
أنّ الهمداني ذكر أنّ السائر في الصليب هذا متجهاً لليمامة يكون صلب المعا عن
يمينه، وصلب المعا هذا سبق تحديده فيما مضى، وهو لا زال معروفاً باسم الصُّلْب،
وهو يقع بالفعل إلى يمين السائر على درب مزاليج عند هذا الموضع للمتجه إلى الرياض.
[59] الصُّمان
معروفة، والوصف صحيح، فبعد دكاكة العلنداء المذكورة يدخل السائر على درب مزاليج
إلى (الرُّبَيْدَاء)، وهي أول الصُّمان على الحقيقة، وأول ما يستقبله منها هو الحُنَيّ
المورد المعروف الذي سبق التعريف به وبروضته ضمن محطات (درب مِخْيَط) وهذا الدرب
(درب مَزَاليْج)، وقوله: "الصُّمّان ومياهه" هو أيضاً وصفٌ دقيق، فعند
هذا الصقع من الطريق تكثر الدحول والفيوض (جمع فَيْضة)، والمشاش والمصانع المائية
الطبيعية.
[60] يلاحظ أنّ هذا
الاستطراد الطويل – بين الشرطتين – في وصف الصّمان ودحولها ومصانعها، والذي هو من
الراوي الذي أخذ عنه الهمداني قد قطع التسلسل على القارئ في مواصلة محطات (طريق
زري)، وهو ما التفت إليه بعد ذلك، فعقب بعده بقوله: "ثم ترجع إلى طريق زرى
قاصداً إلى اليمامة"، فعاد إلى ذكر
محطات الطريق.
[61] كذا كُتبت:
الصحصحان، ولكنني أرى أنها تحريف الصّمان، ولا أتفق مع أستاذنا الجاسر – رحمه الله
– في أنها الصحصحان، وأنها موضع هناك كما في رسمها من معجمه الجغرافي عن المنطقة
الشرقية نقلاً عن مصدر وحيد هو الهمداني وروايته هذه عن طريق زري، وقد سهى الأستاذ
– رحمه الله – فعقب بعد ذكر كلام الهمداني هذا بقوله: "وأورد لعدي بن
الرقاع" ثم ذكر بيتاً له ورد فيه الصحصحان الذي بالشام، وهذه الجملة بهذه
الصيغة توحي أنّ هذا النقل عن الهمداني، ولكن الهمداني لم يذكر أي شعر لعدي بن
الرقاع في هذا النصّ، وأما بقية الأشعار التي استدل بها الأستاذ على كونها
الصحصحان فهي إما لمواضع بعيدة عن هذا الدرب – كما ذكر بنفسه – أو أنها كانت تعني
الوصف للأرض وليس اسماً لها، والهمداني ذكر قبل هذا جملة: "ثم الصّمان
ومياهه"، ثم استطرد بهذا الكلام الطويل الذي أشرت إليه في الحاشية السابقة،
ثم عاد للنص الأصلي ذاكراً ماء الدّبيب الذي يصادف السائر في هذا الطريق عن يساره
وذكر جملة "وأنت جائز بالصحصحان" ولم يكن قد ذكره من قبل، وإنما ابتدأ
به هنا، والذي ذكره من قبل هو الصمّان، ولهذا رجحت أن الصحصحان هو تحريف الصُّمان.
[62] وهذا وصف
دقيق أيضاً رغم عدم معرفتنا لهذين المائين بهذين الاسمين الآن؛ إلا أنّ السائر على
درب مزاليج، وبعد أن يترك الحُنيّ بخمسة وعشرين كيلومترا تقريباً يصادفه على جانبي
هذا الطريق بمسافة قليلة للداخل دَحْلان مائيان عن يساره ويمينه قبل أن يدخل
الدهناء، وهما على الترتيب (دحْلُ أبا الخِرَّان) عن يساره، و(دحل سَاقَان) عن
يمينه، فيبدو أنّ (دحل أبا الخرّان) هو (الدّبيب)، وأنّ (دحل سَاقَان) هو ما كان
يُعرف في السابق باسم (الدحرض) المورد الشهير الوارد في الشعر العربي القديم.
[63] يوجد في
الجزيرة العربية أكثر من موضع يُسمى (قو)، ولكن كما هو واضح من سياق النص هنا،
فبطن قوّ المذكور فيه هو موضع يقطعه (طريق زري) هذا بعد أن يصل آخر الصُّمّان
وقبيل دخوله الدَّهناء، وما دام (طريق زري) هذا هو ذاته (طريق مزاليج)، فإنّ بطن
قوّ هذا كان يقع فيما يُعرف الآن باسم (البَيْضَة) التي يقطعها (درب مزاليج) في
هذا الموضع.
[64] وهو أيضاً من
الأسماء المندثرة، ولكن سياق الطريق والنصّ، ووصفها بأنها أرض سهب كل ذلك يجعل من
السمراء هذه هي ما يُعرف الآن باسم (الصُّلَيْبيْخ)، وهي أرض جرداء منبسطة بها
بقايا مرتفعات أبلتها العوامل الطبيعية فأصبحت أسطوانية الشكل لافتة للنظر على حد
تعبير فيلبي (قلب جزيرة العرب؛ ج1: 99)، والصُّليْبيخ يعد آخر الجانب الغربي من
الصُّمان في هذا الموضع، وبعدها يدخل الطريق إلى الدهناء، وهذه السمراء المذكورة
في نص (طريق زري) هي الأخرى آخر الصُّمان فيه، وبعدها يتم الدخول إلى الدهناء، وهو
ما يعضد كونها الصُّليبيخ ما دمنا قد قلنا إنّ (طريق زري) هو ذاته (درب مزاليج).
[65] وهذا وصف
دقيق أيضاً، فالدهناء عند هذا الموضع تستدق بحيث لا يتجاوز عرضها 60 كيلومترا، وهي
بمثابة مسير يوم كامل للإبل في السابق.
[66]
ومن الواضح أيضاً أن ما بين الشرطتين حشو استطرادي أوجبه قرب
شجرة ذي الرمّة التي دفن تحتها من هذا الموضع من (طريق زري)، فالراوي أراد أن
يخبرنا أنه بإمكاننا إذا اردنا الوقوف على شجرة ذي الرمة وقبره أن نثني من هذا
الموضع من الطريق إليها، وليس مراده أنها تقع ضمن الطريق.
[67]
كانت في الأصل: "الجبال والشقاق"، وهو تحريف ما أثبته
أعلاه لأنّ الدهناء لا جبال فيها، وإنما هي حبال من الرمل بينها شقائق، فقد جاء في
تعريف الدهناء أنها: "سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ" (لسان
العرب؛ مادة شقق)، وعليه فإنّ الصحيح في هذه الجملة هو: "الحبال
والشقائق"، وليس: "الجبال والشقاق".
[68]
هي وصف، وليس اسم موضع.
[69]
لا أعرفه، ولكن يُفهم من سياق الكلام والطريق وقوعه داخل
الدّهناء في آخرها قبل الدخول إلى العرمة.
[70]
لا يُعرف بهذا الاسم الآن، ولكن أول ماء يرده السائر على طريق
مزاليج بعد خروجه من الدهناء، وأول دخوله العرَمة هو قري يسمى (قري الدرب)،
والمقصود بالدرب (درب مزاليج) لأنه يخترقه، فلعله هو (قلتُ هِبل) المذكور ضمن
محطات طريق زري؛ علماً أنه يوجد في منطقة الزلفي قلتٌ آخر له الاسم ذاته يعرف الآن
بـ(عين ابن داؤود) كما ذكر ابن خميس في رسمه من معجم اليمامة.
[71]
نظيم الجفنة هذا هو المماء الشهير المعروف الآن بـ(أبو جفان)، ففضلاً
عن التشابه في الاسمين باعتبار لفظة (النظيم) هي وصف جغرافي لعدة قِلاْت منتظمة في
وادٍ واحد مما يعني أنّ اسم المكان هو (الجفنة)، فنسب إليه هذا النظيم تمييزاً له
عن غيره، وبمرور الوقت تحول اسم (الجفنة) إلى (أبو جفان).
وقد ذكر الأستاذ عبد
الله بن خميس (نظيم الجفنة) هذا، وذكر أنه بالعرمة في وادي (أبو جفان) ولا أعلم إن
كان قد ذكر ذلك نقلاً عن صاحبنا الهمداني نفسه أو هو من عنده، والأول هو الأصح؛
إلا أنه لم يقل أنّ (نظيم الجفنة) هو (أبو جفان) ذاته لأنّ الأستاذ يرى أنّ (أبو
جفان) هو (الدحرض) الذي يُقرن مع ماء وسيع، فيسميان (الدحرضين) كما ذكر ذلك في رسم
هذا الأخير من معجم اليمامة، ولكن الدحرض مرّ بنا حسب محطات (طريق زري) هذا أنه
شرق الدهناء في أوّل الصُّمان، وهو الأصح لأنّ الهمداني وصف نظيم الجفنة بأنّ فيه
قِلات وليس قَلتاً واحداً، وأنه أول ماء يقع عن يمين المسافر عند دخوله أول
العَرَمة، فاجتمع لدينا هنا الوصف الدقيق والتشابه في الاسم، وهذا كله يثبت أنّ
(نظيم الجفنة) هو (أبو جفان).
[72] وهو مورد الماء المشهور
المعروف باسمه حتى وقتنا الحاضر باستثناء أنّه صار يُسمى وسيعاً بالسين المهملة،
وهو تماماً كما وُصف هنا، فهو في آخر العَرَمة من جهة الخَرْج.
[73]
الأرجح أنه قاع اليمامة الذي سماه يحيى بن طالب بـ(قاع موحوش) في
شعرٍ له ذكر فيه أنه في بطن توضح، وقد ذكر الهمداني في موضع آخر أنّ توضح في
اليمامة (الهمداني: صفة جزيرة العرب؛ ط. ليدن 1884م؛ الصفحة 164)، وبالمناسبة فإن
وشيعاً اليوم يصب في روضة تُسمى التوضحية، فمن الواضح من قول الهمداني إنّ وشيعاً
يفضي في (القاع)، وكونه يصب الآن في روضة تُسمى (التوضحية)، ثم ما يُفهم من قول
يحيى بن طالب إنّ (القاع) يقع في بطن (توضح) أي وسطها أنّ توضح التي ذكرها يحيى بن
طالب في شعره هي التوضحية المعروفة الآن شرق الخرج، وأنّ القاع يقع وسطها.
[74] وهو المنطقة
الواسعة المعروفة الواقعة شرق الخرج، وإليها تنتهي سيول وادي حنيفة، وتدل آثار
الأخدود الذي خلفته مياه وادي السهباء من قديم الزمان انه كان يجري مشرقاً حتى يصب
في الخليج الفارسي بالقرب من قطر.
[75]
في معجم البلدان رسم [أم أوعال]: "أم أوعال: هضبة معروفة
قرب برقة أنقد باليمامة"، وقال في رسم [برقة أنقد]: "قال الحفصي: أنقد
جبل باليمامة، وأنشد للأعشى: ..
يا ليت شعري ! هل
أعودن ثانيا * مثلي زُمَيْن هَنَا ببرقة أنقدا؟".
وفي معجم ما استعجم
للبكري؛ قال في رسم [أنقد]: "أنقد: بالقاف والذال المهملة، على وزن أفعل،
مفتوح الأول؛ موضع في ديار بني قيس بن ثعلبة، تنسب إليه برقة هناك، قال الأعشى:
بل ليت شعري هل أعودن
ناشئا * منلى زمين أحل برقة أنقدا".
ومع كل ذلك، فلا
يُعرف الآن هذا الجبل بهذا الاسم، ولكن يبدو من مراحل هذا الطريق أنّ هذا الجبل
يقع في الطريق إلى الخضرمة بعد ترك ماء وشيع، والخضرمة هي اليمامة قديماً وحديثاً
حيث لا زالت تُسمى بذلك تقع شمال الخرج الآن، وهذا يعني أنّ جبل أنقد هذا يقع شمال
الخضرمة (اليمامة) أو شمالها الشرقي بمسافة بسيطة لأنه ليس بينه وبينها سوى روضة
واحدة لم يذكر الهمداني اسمها اسمها، وفي تلك الناحية من اليمامة (الخضرمة) تقع
برقة وحيدة واضحة تُسمى الآن ....، وتنطبق عليها أوصاف برقة أنقد المذكورة هنا،
وأكاد أجزم أنها هيه.
[76]
هكذا بدون اسم، ولا أدري إن كان هذا هو اسمها المجرد، أو أنّ لها
اسمٌ فات على الراوي ذكره، وعلى أي حال، فإن هذه الروضة تقع بين الخضرمة مدينة
اليمامة وبين برقة أنقد التي سبق تحديدها للتو، وقلت إن الخضرمة هي البلدة الممساة
بـ(اليمامة) الآن شمال الخرج أو هي تحت أنقاضها، وعليه تقع هذه الروضة شمال شرق
اليمامة هذه غير بعيد عنها.
[77]
كانت قصبة اليمامة وأشهر مدنها، وموضع الحكم فيها، وهي التي كان
يقال لها (جو) في الزمن الأول، (ابن خميس: معجم اليمامة؛ الصفحات: 386 – 389)،
وأرى أنّ الخِضْرِمة هي التي تقوم على أنقاضها الآن البلدة المعروفة في الخرج باسم
(اليمامة)، والتي هي ذاتها اليمامة القديمة التي نُسب إليها الإقليم المعروف
بـ(إقليم اليمامة)، وهو أمرٌ مألوف في وسط الجزيرة العربية وشرقها، فشقيقة اليمامة
أعني (هجر) الواقعة إلى الشرق منها كانت في أول الأمر بلدة تقع عند الركن الشمالي
الغربي لـ(جبل الشبعان) المعروف الآن باسم (جبل القارة)، ثم صار اسمها يُطلق على
كامل الإقليم الذي يُسمى بـ(إقليم البحرين)، ولكن الفرق بينهما أنّ اليمامة ظلت
معروفة باسمها القديم حتى وقتنا الحاضر بعكس هجر.
[78] آل عمران: ثمرات الإرشاد؛
الصفحات 9 - 20.
[79]
عبد الله بن خميس: معجم اليمامة؛ ج1: 483.
[80] الشيخ عبد الله بن خميس:
معجم اليمامة؛ رسم [ضبع].
[81] وبالكسر ورد في أرجوزة
الشيخ العُمران (ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 11)، والذي كان يكتب أسماء المحطات عن لسان
الأدلة المرافقين للقافلة (ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 3).
[82] الشيخ حمد الجاسر: المعجم
الجغرافي المختصر للبلاد العربية السعودية؛ رسم [الحسي].
[83] ثمرات الإرشاد؛ الصفحة 12.
[84] الشيخ حمد الجاسر: المعجم
الجغرافي المختصر للبلاد العربية السعودية؛ رسم [القصب].
[85] بإمكان القارئ الرجوع إلى:
· الشيخ عبد الله بن خميس: معجم اليمامة؛ رسم [غُرَّب].
· سعد بن عبد الله بن جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [غُرَّب] أيضاً.
[86] بتصرف عن سعد بن عبد الله بن
جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [نفجان].
[87] كتبت في الأصل:
"الباقعية"، وهو تحريف، والصحيح القاعية، وهذا من خطأ الطابع لأنّ الاسم
بهذه الصورة يكسر الوزن، وهو غير مألوف لدى الشيخ العُمران.
[88] بتصرف عن سعد بن عبد الله بن
جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [القاعية].
[89] ثمرات
الإرشاد؛ الصفحة 16.
[90] ما دام أن التسمية قديمة،
فيبدو أنّ الأصح في اسمها هو أنها منسوبة إلى بطن قبيلة يسمى بـ(بني حرام)، وقد
ذكر النسابون العرب عدة بطون تسمى بـ(بني حرام)، والنسبة إليها حرامي للمذكر
وحرامية للمؤنث، وهذه البطون توجد في قبائل جذام وخزاعة وتميم وعُذرة وبلي، وبعض
هذه القبائل سكنت تلك المنطقة من قديم الزمان، ولاسيما بنو تميم.
[91] سعد بن عبد الله بن جنيدل:
عالية نجد؛ رسم [الحرامية].
[92] بتصرف عن الشيخ حمد
الجاسر: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية - معجم مختصر؛ رسم [عفيف].
[93] سعد بن عبد الله بن جنيدل:
معجم عالية نجد؛ رسم [سجا].
[94] بتصرف عن سعد بن جنيدل:
معجم عالية نجد؛ رسم [الدفينة].
[95] إن ما ذكره الهجري في
نوادره عن محطات الطرق من الدفينة (الدثينة) إلى مكة يتطابق مع ما سيذكره الشيخ
العمران في أرجوزته ثمرات الإرشاد.
[96] يقصد بني عامر بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة.
[97] يقصد بالحرَّة هنا حَرَّة
كِشب.
[98] بتصرف عن سعد بن عبد الله
بن جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [قبا]
[99] لا زال معروفاً بهذا
الاسم؛ يقطعها الدرب، ويسمى أيضاً فيضة العُيينة والفيضة والشعب قريب معناهما
لبعض.
[100] لا شك أن هذه السبخة هي
سبخة الميسرية، فهي السبخة الضخمة الوحيدة التي يقطعها الطريق بين الدفينة وقبا.
[101] بتصرف عن سعد بن عبد الله
بن جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [قبا]، وسبق القول إنّ هذه الحَرّة هي حَرّة كشب.
[102] بتصرف عن:
· سعد بن عبد الله بن جنيدل: معجم عالية نجد؛ رسم [مران].
· عاتق بن غيث البلادي: معجم معالم الحجاز؛ رسم [مران].
[103] بتصرف عن:
· عاتق بن غيث البلادي: معجم معالم الحجاز؛ رسم [ركبة].
· عبد الله بن خميس: المجاز بين اليمامة والحجاز ....
[104] قد يكون وقع خطأ هنا،
فوادي بسيان في درب الحجاز يقع قبل ركبة؛ للشمال الشرقي منها، وليس بعدها كما ذكر
الشيخ العُمران في سرد محطات هذه الرحلة، ولكن، هناك من يرى أنّ بُسيان يقع في سهل
ركبة، فيكون ما ذكره الشيخ صحيحاً.
[105] بتصرف عن:
· عاتق بن غيث البلادي: معجم معالم الحجاز؛ رسم [ركبة].
· عبد الله بن خميس: المجاز بين اليمامة والحجاز.
[106] انظر لذلك:
· الإمام علي بن موسى الرِّضا: الفقه المنسوب للإمام الرضا = فقه الرضا؛
تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (مشهد: المؤتمر العالمي للإمام
الرضا؛ الطبعة الأولى 1406هـ)؛ الصفحة 216.
· محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي = الشيخ الصدوق: المقنع في الفقه؛
(قم: مؤسسة الإمام الهادي 1415هـ) الصفحة 217.
· محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي = الشيخ المفيد: المقنعة في
الفقه (قم: مؤسسة النشر الإسلامي 1410هـ) الصفحة 395.
· علي بن الحسين الموسوي = الشريف المرتضى: مسائل الناصريات (طهران: رابطة
الثقافة والعلاقات الإسلامية 1997م) الصفحة 308.
[107] بتصرف عن عاتق بن غيث البلادي:
معجم معالم الحجاز؛ رسم [المسلح].
[108] بتصرف عن عاتق بن غيث البلادي:
معجم معالم الحجاز؛ رسم [عقيق عشيرة].
[109] ويسمى وادي المضيق أيضاً.