ناسخ كتب قطيفي قد يكون من أحفاد
أجود
بن زامل زعيم بني جبر الأكبر
كتب / عبد الخالق بن عبد الجليل الجنبي
في
الآونة الأخيرة، وبفضل الشبكة العالمية (الإنتنرنت)، ومواقعها المتعددة للتواصل
الاجتماعي صار الحصول على ملعومات جديدة أكثر يسراً وسهولة مما كان الأمر عليه في
السابق، فالباحث الآن تصله المعلومات وهو جالسٌ في بيته متكئاً على كرسيه أو
نائماً على سريره بدون عناء يبذله؛ اللهم إلا أن يهتم ببعض ما يرده من معلومات،
فيبدأ معها رحلة بحثٍ قد تكون مضنية وقد تكون سهلة بحسب المعلومة ذاتها.
وقد
أهداني – مشكوراً – أحد الأصدقاء العراقيين الذين سعدت بالتعرف إليهم على شبكات
التواصل الاجتماعي، وهو الدكتور محمد نوري الموسوي نسخة إلكترونية لمخطوطة قيّمة
تحتفظ بها مكتبة بلدية الإسكندرية برقم (٨٧)، وتضم بين جنبيها كتابين نفيسين هما (مبادئ
الوصول إلى علم الأصول) لعالم الدين الشيعي الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن
مُطهّر الشهير بالعلامة الحلي (648 ـ 726 هـ)، وقد تم الانتهاء من نسخ هذا الكتاب
عام ( ١٠١٩هجرية) في مدينة الحويزة بيد ناسخه محمد بن علي بن ناصر، وأما
الكتاب الثاني، فهو شرح للكتاب الأول، وجاء تحت العنوان (غاية البادي في شرح
المبادي) تأليف تلميذ العلامة الحلي، وهو الشيخ ركن الدين محمد بن علي
الجرجاني الحلي الغروي، وتاريخ نسخه هو العام 1010 للهجرة.
وما
لفت نظري بخصوص الكتاب الثاني، وهو (غاية البادي في شرح المبادي) هو أنّ ناسخه
كتب اسمه في إنهائه لهذا الكتاب كما يلي:
"علي
بن حسين بن علي محمد بن أجود الصايغ القطيفي".
وكتب
إلى يسار اسمه:
"في
اليوم الجمعة، وهو الثاني عشر من أحد شهور السنة العاشرة بعد الألف".
ومن
الواضح سقوط لفظ "ابن" بين الاسمين "علي"
و"محمد" في نسب هذا الناسخ، وأنّ صحة الاسم هو:
علي
بن حسين بن علي بن محمد بن أجود الصايغ القطيفي.
والذي
لفت نظري هو أنّ الناسخ كان حيّاً سنة 1010 للهجرة، وهذا يعني أنه من مواليد القرن
العاشر الهِجريّ، وبالتالي فإنّ جدّه الأعلى أجود قد يكون هو أجود بن زامل الجبري أقوى
وأشهر زعماء دولة بني جبر الذين حكموا القطيف والأحساء في القرن التاسع، وتوفي في
العقد الثاني من القرن العاشر الهجريّ، فأجود بن زامل هذا يرى الباحثون أنه توفي
في العام 911 أو 912 للهجرة، وكان ملكاً على القطيف والأحساء، وامتدّ ملكه في بعض
فترات حكمه إلى جزيرة أوال وعُمان، وخَلَفَهُ على حكم الأحساء والقطيف بعده ابنه
محمد بن أجود الذي كان عهده كعهد أبيه ازدهاراً للدولة الجبرية، وانقضى حكم محمد
هذا في بداية العقد الثاني من القرن العاشر.
ولو
لاحظنا فإن الجدّين الأخيرين لناسخ مخطوطة (غاية البادي) هما "محمد
بن أجود"، وتاريخ نسخه للكتاب، وهو 1010 للهجرة يكون بعد انقضاء حكم محمد
بن أجود بن زامل الجبري بتسعين عاماً فقط، وهو ما يعني أيضاً كون الناسخ من رجالات
القرن التاسع الهجري؛ كما إنّ وجودَ وَالِدَيْنِ في سلسلة نسب هذا الناسخ وجده
محمد بن أجود، وهما أبوه حسين، وجدّهُ علي؛ كل ذلك يجعلني أعتقد بأن محمد بن أجود
جدَّ هذا الناسخ القطيفي هو ذاته السلطان محمد بن أجود الجبري حاكم القطيف في
القرن العاشر الهجري.
وعلى
ضوء هذا الرأي، فإنّ نسب مترجمنا هو:
علي
بن الحسين بن علي بن محمد بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر الجبري العُقيلي.